للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نذكر قول المثنى بن حارثة الشيباني الذي التقى مع وفد بني شيبان قبل الإسلام برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال له: (... وإن أحببت أن نؤويك وننصرك مما يلي مياه العرب دون ما يلي أنهار كسرى فعلنا. فإنا إنما نزلنا على عهد أخذه علينا كسرى أن لا نحدث حدثا، ولا نؤوي محدثا، وإني أرى هذا الأمر الذي تدعونا إليه مما تكرهه الملوك.

فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ما أسأتم في الرد إذ أفصحتم في الصدق، وإن دين الله عز وجل لن ينصره إلا من أحاط به من جميع جوانبه. أرأيتم إن لم تلبثوا إلا قليلا حتى يورثكم الله أرضهم وأموالهم ويغرسكم نساءهم تسبحون الله وتقدسونه» فقال النعمان بن شريك: اللهم لك ذا ..) (١).

[الملك بالشام]

(لما خرج عمرو بن عامر إلى اليمن مع قومه تفرقوا في البلدان فنزل آل جفنة ابن عمرو بن عامر الشام ونزلت الأوس الخزرج يثرب. ونزلت خزاعه مرا، ونزلت أزد السراة السراة. رنزلت أزد عمان عمان، ثم أرسل الله تعالى على السد السيل فهدمه) (٢).

وانتهت ولاية الضجاعمة من قضاعة على الشام بعد قدوم آل جفنة (الغسانيين) إليها فولتهم الروم ملوكا على عرب الشام، وكانت قاعدتهم دومة الجندل. ولم تزل تتوالى الغساسنة على الشام بصفتهم عمالا لملوك الروم حتى كانت وقعة اليرموك سنة ١٣ هـ. وانقاد للإسلام آخر ملوكهم جبلة بن الأيهم


(١) السيرة الحلبية ٢/ ١٥٧.
(٢) السيرة النبوية لابن هشام ١/ ١٣.

<<  <   >  >>