للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٤ - (فحدثني عبد الله بن أبي بكر أنه حدثه بعض أسلم: أن بني سهم من أسلم أتوا رسول الله (ص) فقالوا: والله يا رسول الله لقد جهدنا وما بأيدينا شيئا، فلم يجدوا عند رسول الله (ص) شيئا يعطيهم إياه فقال: ((اللهم إنك قد عوفت ما لهم وأنه ليست بهم قوة، وأنه ليس بيدي شيء أعطيهم إياه. فافتح عليهم أعظم حصونها عنهم غناء، وأكثرها طعاما وودكا (١))) فغدا الناس، ففتح الله عز وجل حصن الصعب بن معاذ، وما بخيبر حصن كان أكبر طعاما وودكا منه) (٢).

٥ - (وحاصر رسول الله (ص) أهل خير في حصنيهم الوطيح والسلالم، - وكان آخر حصون أهل خيبر افتتاحا، فحاصرهم رسول الله (ص) بضع عشرة ليلة - حتى إذا أيقنوا بالهلكة سألوه أن يسيرهم، وأن يحقن لهم دماءهم ففعل. وكان رسول الله (ص) قد حاز الأموال كلها، الشق ونطاة والكتيبة، وجميع حصونهم إلا ما كان من ذينك الحصنين. فلما سمع بهم أهل فدك قد صنعوا ما صنعوا، بعثوا إلى رسول الله (ص) يسألونه أن يسيرهم ويحقن دماءهم، ويخلوا له الأموال. ففعل، وكان فيمن مشى بين رسول الله (ص) وبينهم في ذلك محيصة بن مسعود أخو بني حارثة. فلما نزل أهل خيبر على ذلك، سألوا رسول الله (ص) أن يعاملهم في الأموال على النصف، وقالوا: نحن أعلم بها منكم وأعمر لها. فصالحهم رسول الله (ص) على النصف على أنا إذا شئنا أن نخرجكم أخرجناكم .. فصالحه أهل فدك على مثل ذلك. فكانت خيبر


(١) الودك: دقيق يساط بشحم.
(٢) السيرة النبوية لابن هشام ٣٣٢/ ٢.

<<  <   >  >>