للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الغساني في عهد عمر أمير المؤمنين رضي الله عنه. وهو الذي ارتد وذهب إلى قيصر عندما أراد عمر رضي الله عنه أن ينتصف للأعرابي منه. وقال له: الإسلام سوى بينكما.

الإمارة بالحجاز: بقي إسماعيل عليه الصلاة والسلام وولداه ثابت ثم قيدار على إمرة مكة، ثم رجع أمر مكة إلى مضاض بن عمرو الجرهمي جدهما. وبقي الأمر في جرهم قرابة عشرين قرنا من الزمان ثم غلبتهم خزاعة بعد بغيهم وصار أمر مكة لها حيث استمرت ثلاثمائة عام. إلى أن جاء قصي بن كلاب الذي تزوج بنت حليل بن حبشة الخزاعي. وانتقل أمر مكة له بعد حرب عنيفة احتكموا بعدها ليعمر بن عوف أحد بني بكر، فقضى بأن قصيا أولى بالكعبة وبأمر مكة من خزاعة وكان هذا في القرن الخامس للميلاد.

ونظم قصي بعبقريته أمر مكة، وقطعها رباعا بين قومه، وأسس دار الندوة، وكانت مجمع قريش وفيها تفصل مهام أمورها وتفض مشاكلها، وجمع مآثر قومه، بيده اللواء فلا تعقد الحرب إلا بيده. والحجابة فلا يفتح باب الكعبة أحدا إلا هو. وسقاية الحاج، حيث يملأ حياض مكة بالماء ويقذف التمر والزبيب ليشرب من شاء أن يشرب، ورفادة الحاج وهو طعام يصنع للحجاج على طريقة الضيافة، ثم توزعت هذه المآثر بعدها في قريش، فكانت السقاية والرفادة لهاشم بن عبد مناف، والحجابة واللواء لبني عبد الدار، حتى جاء الإسلام فأبقى الحجابة لهم كما قال عليه الصلاة والسلام في فتح مكة: «ألا وإن كل ربا في الجاهلية أو دم أو مال أو مأثرة فهو تحت قدمي هاتين إلا سدانة البيت وسقاية الحاج» (١).


(١) إمتاع الأسماع للمقريزي ١/ ٣٨٦.

<<  <   >  >>