للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رجل مشرك نجس، ولم أحب أن تجلس على فراش رسول الله (ص)، قال: والله لقد أصابك يا بنية بعدي شر) (١).

٣ - (فبلغ ذلك قريشا، فقالوا لأبي سفيان: ما تصنع وهذه الجيوش تجهزوا إلينا. انطلق فجدد بيننا وبين محمد كتابا، وذلك مقدمه من الشام (٢)، فخرج أبو سفيان حتى قدم المدينة، فكلم رسول الله (ص) فقال: هلم فنجدد بيننا وبينك كتابا. فقال النبي (ص): ((فنحن على أمرنا الذي كان، وهل أحدثتم من حدث؟)) فقال أبو سفيان: لا. فقال النبي (ص): ((فنحن على أمرنا الذي كان بيننا)) فجاء علي بن أبي طالب.

فقال: هل لك أن تسود العرب، وتمن على قومك فتجيرهم، وتجدد لهم كتابا؟ فقال: ما كنت لأفتات على رسول الله (ص) بأمر.

ثم دخل على فاطمة، فقال: هل لك أن تكوني خير سخلة في العرب: أن تجيري بين الناس. فقد أجارت أختك على رسول الله (ص) زوجها أبا العاص بن الربيع، فلم يغير ذلك. فقالت فاطمة: ما كنت لأفتات عل رسول الله (ص) بأمر. ثم قال بعد ذلك للحسن والحسين: أجيرا بين الناس، قولا: نعم. فلم يقولا شيئا، ونظر إلى أمهما وقالا: نقول ما قالت أمنا. فلم ينجح من واحد منهم بما طلب.

فخرج حتى قدم على قريش، فقالو: ماذا جئت به؟ قال: جئتكم من عند قوم قلوبهم على قلب واحد. والله ما تركت منهم صغيرا


(١) السيرة النبوية لابن هشام ٢/ ٣٩٦.
(٢) وذلك حين حضر بين يدي قيصر وسأله عن رسول الله (ص).

<<  <   >  >>