للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في حس الناس تجريد النصر من عند الله وحده عن أي مفهوم آخر. خصوصا أن كثيرا من هذه الأعداد قد انضمت إلى الإسلام. انطلاقا من قوة النبي (ص) وتمكنه في الأرض بعد الحديبية. ودخوله مكة باعتراف رسمي من قريش. وأعطي الحق لكل قبيلة تود أن تحالف محمدا أو تنضم له. من خلال وثيقة الحديبية. هذه العوامل كلها اجتمعت.

فكونت هذا الخلل في مفهوم - النصر الرباني - فكان لابد من هذا الدرس المباشر. الذي شهده المسلمون كي يتبرأوا من حولهم وقوتهم.

ويكون توكلهم واعتمادهم على الله تعالى واهب النصر. {إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده ...} (١).

٣ - وتتراوح الروايات عن الذين ثبتوا مع رسول الله (ص) بين بضعة أفراد إلى بضعة وثمانين فردا. وهذه الأرقام في أعلاها وأدناها تبقى ذات مغزى هائل حين يثبت قرابة المائة - على الرواية الأكثر عددا - من اثني عشر ألفا. وتعني أن المسلمين من الممكن أن ينتهوا. لولا ثبات النبي (ص) ومن معه. وثبات رسول الله (ص) وإركاض بغلته قبل الكفار.

تعني أنه أشجع الخلق. وتعني أنه اثبت الناس. وإنما تقاس شجاعة الناس به عليه الصلاة والسلام وكما يقول البراء رضي الله عنه: ((ولقد كنا إذا حمي البأس نتقي برسول الله (ص) وإن الشجاع الذي يحاذي به)) (٢).

والقائد الفذ بثباته هو الذي يستطيع أن يحول الهزيمة نصرا بإذن


(١) آل عمران /١٦٠.
(٢) مسلم / ص ١٧٧٦.

<<  <   >  >>