للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

صرت إلى رحلك. وما لي في اليهودية أرب وما لي فيها والد ولا أخ وخيرتني الكفر والإسلام. فوالله ورسوله أحب إلي من العتق. وأن أرجع إلى قومي. قال: فأمسكها رسول الله لنفسه.) (١))

وقد روى ابن سعد حديث صفية من طرق عنده وعن ثلاثة من الصحابة هم أبو هريرة وأنس بن مالك وأم سنان الأسلمية. وأدخل حديث بعضهم ببعض فقال:

لما غزا رسول الله (ص) خيبر، وغنمه الله أموالهم سبى صفية بنت حيي وبنت عم لها من القموص فأمر بلالا يذهب بها إلى رحله. فكان لرسول الله (ص) صفي من كل غنيمة. فكانت صفية مما اصطفى يوم خيبر، وعرض عليها النبي (ص) أن يعتقها إن اختارت الله ورسوله. فاختارت الله ورسوله وأسلمت. فأعتقها وتزوجها، وجعل عتقها مهرها. ورأى بوجهها أثر خضرة قريبا من عينها فقال: ((ما هذا))) قالت: يا رسول الله رأيت في المنام قمرا أقبل من يثرب حتى وقع في حجري فذكرت ذلك لزوجي كنانة فقال: تحبين أن تكوني تحت هذا الملك الذي يأتي من المدينة؟ فضرب وجهي. واعتدت حيضة ولم يخرج رسول الله (ص) من خيبر حتى طهرت من حيضتها. فخرج رسول الله من خيبر ولم يعرس بها فلما قرب البعير لرسول الله ليخرج وضع رسول الله رجله لصفية لتضع قدمها على فخذه فأبت ووضعت ركبتها على فخده وسترها رسول الله وحملها وراءه. وجعل


(١) الطبقات الكبرى لابن سعد ٨٨/ ٨.

<<  <   >  >>