للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لك. فأشار برأسه أن نعم فتناولته فاشتد عليه. وقلت: ألينه لك؟ فأشار برأسه أن نعم. فلينته فأمره، وبين يديه ركوة أو علبة فيها ماء. فجعل يدخل يديه فيمسح بها وجهه يقول: ((لا إله إلا الله إن للموت سكرات.))). ثم نصب يده فجعل يقول: ((في الرفيق الأعلى))) حتى قبض ومالت يده) (١).

وفي رواية: (فاستن بها كأحسن ما كان مستنا، ثم ناولنيها فسقطت يده - أو سقطت من يده فجمع الله بين ريقي وريقه في آخر يوم من الدنيا وأول يوم من الآخرة) (٢).

وعن أنس قال: لما ثقل النبي (ص) جعل يتغشاه. فقالت فاطمة عليها السلام: واكرب أبتاه قال: ((ليس على أبيك كرب بعد اليوم)) فلما مات قالت: يا أبتاه. أجاب ربا دعاه. يا أبتاه. من جنة الفردوس مأواه، يا أبتاه إلي جبريل ننعاه (٣)).

وقالت عائشة رضي الله عنها: مات رسول الله (ص) بين سحري ونحري، وفي دولتي، لم أظلم فيه أحدا. فمن سفهي وحداثة سني أن رسول الله (ص) قبض وهو في حجري، ثم وضعت رأسه على وسادة، وقمت ألتدم (٤) مع النساء وأضرب وجهي (٥).

وفي رواية عن عائشة رضي الله عنها. قالت: فسجيته ثوبا. فجاء عمر


(١) و (٢) البخاري م ٢/ ج ٦/ ص ١٥ - ١٦.
(٣) المصدر نفسه / ص ١٨.
(٤) التدم: اضرب صدري.
(٥) السيرة النبوية لابن هشام ٢/ ٦٥٥. ورجاله رجال الصحيح.

<<  <   >  >>