للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والمغيرة. فاستأذنا فأذنت لهما، وجذبت الحجاب. فنظر عمر إليه فقال: واغشيتاه، ثم قاما. فلما دنوا من الباب قال المغيرة: يا عمر مات! قال: كذبت بل أنت رجل تحوشك فتنة وإن رسول الله (ص) لا يموت حتى يفني الله المنافقين. ثم جاء أبو بكر فرفعت الحجاب) (١). وقالت: إن أبا بكر رضي الله عنه أقبل على فرس من مسكنه بالسنح. حتى نزل فدخل المسجد فلم يكلم الناس حتى دخل على عائشة. فتيمم رسول الله (ص) وهو مغشى بثوب حبرة. فكشف عن وجهه. ثم أكب عليه فقبله وبكى ثم قال: بأبي أنت وأمي، والله لا يجمع الله عليك موتتين أبدا، أما الموتة التي كتبها الله عليك فقد متها) (٢).

وعن ابن عباس قال:

ثم (إن أبا بكر خرج وعمر يكلم الناس فقال: اجلس يا عمر. فأبى عمر أن يجلس. فأقبل الناس إليه وتركوا عمر. فقال أبو بكر: أما بعد فمن كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات. ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت قال الله تعالى: {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفائن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم} إلى قوله {من الشاكرين} وقال: والله لكأن الناس لم يعلموا أن الله أنزل هذه الآية حتى تلاها أبو بكر. فتلقاها منه الناس كلهم فما أسمع بشرا من الناس إلا يتلوها. فأخبرني سعيد بن المسيب أن عمر قال: والله ما هو إلا أن سمعت أبا بكر تلاها فعقرت حتى ما تقلني قدماي وحتى أهويت إلى


(١) فتح الباري ٨/ ١٤٦ وقد أورده عن أحمد.
(٢) البخاري م ٢ / ص ١٧.

<<  <   >  >>