للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هذا الشهر، فلم يبق طريق إلا بعث إليه بأناس. وإنا قد أخبرنا خبره بعثنا إلى طريقك هذا. فقال: هل خلفكم أحد هو خير منكم؟ قالوا: إنما اخترنا خيرة لك لطريقك هذا. قال: أفرأيتم أمرا أراد الله أن يقضيه هل يستطيع أحد من الناس رده؟ قالوا: لا. قال: فبايعوه وأقاموا معه. قال: أنشدكم الله أيكم وليه؟ قالوا: أبو طالب. فلم يزل يناشده حتى رده أبو طالب، وبعث معه أبو بكر بلالا (١). وزوده الراهب من الكحل والزيت) (٢).

[أمره بستر عورته]

عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: (لما بنيت الكعبة ذهب النبي - صلى الله عليه وسلم -، وعباس ينقلان الحجارة، فقال عباس للنبي- صلى الله عليه وسلم -: اجعل إزارك على رقبتك يقيك من الحجارة. فخر إلى الأرض، وطمحت عيناه إلى السماء، ثم أفاق فقال: ((إزاري إزاري))، فشد عليه إزاره) (٣).

وقال ابن إسحاق: (وكان رسول الله- صلى الله عليه وسلم - فيما ذكر لي- يحدث عما كان الله يحفظه في صغره وأمير جاهليته أنه قال: ((لقد رأيتني في غلمان


(١) يقول ابن القيم في كتابه زاد المعاد ١/ ٣١: ووقع في كتاب الترمذي وغيره أنه بعث معه بلالا. وهذا من الغلط الواضح، فإن بلالا إذ ذاك لم يكن موجودا، وإن كان فلم يكن مع عمه ولا أبي بكر. وذكر البزار في مسنده هذا الحديث ولم يقل: وأرسل معه بلالا، ولكن قال: رجلا.
(٢) رواه الترمذي ك. ٦٤ ب. ٣، وقال: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وهو في السيرة النبوية لابن هشام قريب من هذا ١/ ١٨٠ - ١٨٢، وكان سنه - صلى الله عليه وسلم - في الثانية عشرة من عمره.
(٣) رواه البخاري ك. ٦٣ ب. ٢٥.

<<  <   >  >>