للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نكح فلان فلانة. فجلست أنظر، وضرب الله على أذني فوالله ما أيقظني إلا مس الشمس، فرجعت إلى صاحبي فقال: ما فعلت؟ فقلت: لا شيء ثم أخبرته الخبر، فوالله ما هممت ولا عدت بعدهما لشيء من ذلك حتى أكرمني الله تعالى بنبوته)) (١).

وذكر الواقدي عن أم أيمن قالت: كانت بوانة صنما تحضره قريش وتعظمه وتنسك له، وتحلق عنده، وتعكف عليه يوما إلى الليل كل سنة، فكان أبو طالب يحضره مع قومه، ويكلم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يحضر ذلك العيد معهم فيأبى ذلك، قالت: حتى رأيت أبا طالب غضب عليه، ورأيت عماته غضبن يومئذ أشد الغضب وجعلن يقلن: إنا لنخاف عليك مما تصنع من اجتناب آلهتنا. ويقلن: ما تريد يا محمد أن تحضر لقومك عيدا، ولا تكثر لهم جمعا؟!

فلم يزالوا به حتى ذهب فغاب عنهم ما شاء الله، ثم رجع مرعوبا فزعا، فقلن له: ما دهاك؟ قال: ((إني أخشى أن يكون بي لمم)). فقلن: ما كان الله ليبتليك بالشيطان وفيك من خصال الخير ما فيك. فما الذي رأيت؟ قال: ((إني كلما دنوت من صنم تمثل لي رجل أبيض طويل يصيح بي: وراءك يا محمد لا تمسه)).


(١) البداية والنهاية لابن كثر ١/ ٣١١، ٣١٢، وقد رواه عن البيهقي بسنده عن ابن إسحاق وقال: وشيخ ابن إسحاق هذا ذكره ابن حبان في الثقات. و (زعم) بعضهم أنه من رجال الصحيح، قال شيخنا في تهذيبه: ولم أقف على ذلك والله أعلم. وقد رواه الحاكم وقال عنه صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبى ٤/ ٢٥٤.

<<  <   >  >>