للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- صلى الله عليه وسلم - بنتيجة ما حدث في أوطاس، أمر بمحاصرة قلعة الطائف، لأن ضياع أهل هؤلاء يعد مصيبة ما بعدها مصيبة.

وكانت الغنائم التي غنمها المسلمون في أوطاس ٢٤ ألف رأس من الإبل، ٤٥ ألف رأس من الغنم، ٤ آلاف أوقية من الفضة ومن السبي نساء وصبيانا ستة آلاف (١).

وبينما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - ينتظر بالقرب من ميدان المعركة إذا بستة من رؤساء قبيلة هوازن يأتون إليه ويسترحمونه وكان من بينهم اثنان ممن أمطروه بالحجارة في الطائف، حتى أن زيدا حمله في آخر مرة وهو مغشي عليه.

فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: نعم لقد كنت في انتظاركن، وبقيت في انتظاركم لأسبوعين اثنين ولهذا لم تقسم أموال الغنائم (٢) أنا تارك لكم ما كان لي ولبني عبد المطلب وإذا كان معي الأنصار والمهاجرون فقط لسهل الأمر ولكنكم كما ترون في جيشي هذا أناس لم يسلموا بعد، ولهذا فإني أرى أن تأتوا غدا بعد صلاة الفجر وتقدموا طلبكم أمام الجميع، ولتختاروا بين أن تأخذوا المال أو الأهل والعيال، لأنه من الصعب أن يعود الجنود خالي الوفاض.

وفي اليوم التالي حضر رؤساء هوازن أنفسهم وقدموا طلبهم أمام الناس إلى رسول الله لفك أسراهم.

فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: أما ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم - وقال الأنصار والمهاجرون، ما كان لنا فهو لرسول الله.

أما بنو سليم وبنو فزارة فقد أعطاهم النبي - صلى الله عليه وسلم - قيمة كل أسير ستة من الإبل.

وهكذا أطلق سراح جميع الأسرى، وأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بكسوة جميع الأسرى في حضوره.


(١) زاد المعاد (٣/ ٤٧٣) وقد ورد في سفر إرمياه (الأصحاح ٤٩/ ٢٨ - ٢٩ [ص:١١٥٦]) ذكر فتح مكة وغزوة حنين وغنائمها: قوموا اصعدوا إلى قيدار، اخربوا بني المشرق، يأخذون خيامهم وغنمهم ويأخذون لأنفسهم شققهم وكل آنيتهم وجمالهم، " وليعلم أن المراد بالصعود إلى قيدار هو غزوة مكة حيث سكن أبناء قيدار والمراد ببني المشرق أهل حنين والطائف إذ أن حنينا تقع شرقي مكة.
(٢) صحيح البخاري عن المسور ومروان كتاب المغازي باب غزوة حنين.

<<  <   >  >>