للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

. ... ... ... ... ... ... ... ... ...


= ـ[التنبؤ الأول]ـ:
كان أهل مكة من ألد أعداء النبي - صلى الله عليه وسلم - والمسلمين وبذلوا أقصى جهودهم للقضاء على الإسلام والمسلمين وكان عداؤهم هذا شديدا ومستمرا حتى إنه لم يكن من المتوقع أو حتى من المتصور أن يصبح هؤلاء ذات يوم من خدام الإسلام وأن يصبحوا أخوة للمسلمين يفدون النبي - صلى الله عليه وسلم - بأرواحهم وأنفسهم. ولكن القرآن الكريم كان قد أخبر بذلك قبلا فقد جاء في الآية الكريمة: {ولتعلمن نبأه بعد حين} وقد تحقق هذا القول في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - وأسلم أهل مكة جميعهم، وكان فيهم أمثال خالد بن الوليد الذي أنزل الهزيمة بالمسلمين في غزوة أحد، وعمرو بن العاص الذي ذهب إلى نجاشي الحبشة ليعتقل المسلمين، وعثمان بن أبي طلحة الذي كان يمنع النبي - صلى الله عليه وسلم - من دخول الكعبة للعبادة وغيرهم.
ـ[التنبؤ الثاني]ـ:
اتفقت جميع قبائل العرب وأهل الديانات جميعا على تكذيب الإسلام، وكان بين الوثنيين والمجوس والصابئة واليهود والنصارى خلاف شديد إلا أنهم جميعا اتفقوا على تكذيب النبي - صلى الله عليه وسلم - والقضاء على الإسلام ولم تكن هناك إشارة واحدة تدل على أن أصحاب هذه الدعاوى والأهواء المختلفة المتباينة سيدينون ذات يوم للإسلام بالولاء ويعترفون بمصداقيته ولكن القرآن الكريم كان قد أخبر بذلك {سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق} وقد تحقق هذا التنبؤ بكل وضوح وجلاء، وقد اعترف أهل كل قبيلة وأهل كل دين في جزيرة العرب بصدق الإسلام في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - فآمنوا به.
ـ[التنبؤ الثالث]ـ:
كانت إمبراطورية الفرس في نزاع دائم مع إمبراطورية الرومان، وانهزم الروم، وكان الفرس من عبدة النار، بينما الروم نصارى من أهل الكتاب، وكان أهل مكة من عبدة الأوثان يتعاطفون بحكم الفطرة مع الفرس بينما كان المسلمون يتعاطفوت مع الروم فلما انهزمت الإمبراطورية النصرانية فرح الوثنيون من أهل مكة وتفاءلوا بهذا وظنوا أنهم غالبون على المسلمين أيضا، هذا بينما حزن المسلمون كثيرا لما حدث، وقد أخبر القرآن بما يلي:
{غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين}
ولم يكن أحد يصدق هذا الإخبار القرآني لأنه كان يتعارض مع العقل الإنساني وتجربته وكذا مع القرائن المتوفرة آنذاك، فقد هزم النصارى هزيمة لم تجعلهم يرفعون رأسهم لسنوات، وراح أبي بن خلف (أبو جهل) يهزأ بهذا التنبؤ القرآني قائلا، لو حدث هذا لتخليت عن ثلاثمائة بعير مما أملك، وقد عارضه أبو بكر في ذلك ليثبت مصداقية الإسلام. وفي العام الثامن لنزول هذه الآية وقع ما أخبر به القرآن الكريم، وكلمة بضع في اللغة العربية تعني الآحاد من واحد إلى تسع.
ـ[التنبؤ الرابع]ـ:
في بداية عهد النبوة، كان الوحي قد بدأ ثم انقطع، فبدأ الكفار يطعنون في النبي - صلى الله عليه وسلم - ويقولون أن =

<<  <   >  >>