للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

منهمكون في تلك الأيام في دراسة النصرانية، وقد صدقت هذه الواقعة ما كان تنبأ به داود عليه السلام:

"بنات الملوك من مكرماتك بل هن قائمات بيمينك (١) متزينات بذهب أوفير" (زبور ٤٥/ ٩).

وأيضا تمت هذه البشرى:

"ملوك ترسيس (٢) والجزر يأتونك بالنذور وسلاطين سبا وسيبا يهدون إليك الهدايا" (زبور ٧٢/ ١٠).

وعلينا أن نتذكر أن الواقدي وابن سعد ذكرا أن ولادة إبراهيم كانت سنة ثمان من الهجرة ووفاته سنة عشر من الهجرة لعشر خلت من ربيع الأول وكذلك اتفق كلاهما على أن الشمس انكسفت يوم مات إبراهيم.

فتاريخ الولادة وشهرها وسنتها، وكذلك تاريخ الوفاة وشهرها كلها غير صحيحة في الروايات، إلا ما روى عن أن وفاته كانت سنة عشر من الهجرة، وانكسفت يومئذ الشمس فهذا هو الصحيح. وذكر صاحب كتاب "المواهب اللدنية" أن وفاته كانت سنة عشر من الهجرة في الثامن والعشرين أو التاسع والعشرين ولكنه أخطأ في تحديد الشهر. وبما أن النبي - صلى الله عليه وسلم - جعل الكسوف آية من الآيات، فإن المؤرخ يستطيع أن يصحح بها التاريخ. وقد حسبنا فثبت لنا أن الكسوف في سنة عشر من الهجرة كان يوم الإثنين لتسع وعشرين ليلة خلت من شوال الموافق ٢٧ - ٣٠ من شهر يناير سنة ٦٣٢ م وقد اعترف الجدول الكرونولوجي الهندي Chronology (٣) وكذا التقويم الهندي أي زاركننكهم وتقرير


(١) ينبغي أن نتدبر في كلمة "بيمينك" إنها ترجمة لكلمة "ملك اليمين" وقد ذكر المؤرخون كلهم أن مارية القبطية كانت ملك يمين. إن التنبأ المذكور قد أخبر فيه بأنها تكون ملكة وتأتي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بوصفها ملك يمين.
(٢) ترسيس مدينة قديمة من مدن حلب والمراد بسبا الشعوب القاطنة باليمن. والمراد بسيبا الشعوب القاطنة بمصر، فتدبروا كيف أنهم اجتمعوا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
(٣) علم تعيين التواريخ الدقيقة للأحداث وترتيبها وفقا لتسلسلها الزمني والجدول الكرونولوجي يبين ترتيب هذه الأحداث بحسب تسلسلها الزمني.

<<  <   >  >>