للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الفصل الثاني]

فضائل أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم -



وبما أن فضائل أزواجه - صلى الله عليه وسلم - لا شعبة من شعب فضائله، وجب ذكر فضائلهن في السيرة النبوية، ونذكر هنا ما ورد من فضائلهن في القرآن الكريم، أما ما ورد في الحديث الشريف فسنذكره في موضع لاحق بإذن الله.
ـ[الفضيلة الأولى]ـ: هي أن الله تعالى ذكرهن بلقب أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - واستعمال كلمة "زوج" في العربية يكون للأشياء المتشابهة المتشاكلة المتساوية، كما يقال: زوجا خف وفي القرآن الكريم: {احشروا الذين ظلموا وأزواجهم} (الصافات: ٢٢) أي من كانوا على شاكلتهم. وفي موضع آخر: {وإذا النفوس زوجت} (التكوير: ٧) أي قسمت كل مجموعة، فيجعل الصالح مع الصالح والعاصي مع العاصي، وهكذا لما وصف الله الأزواج بأزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - صار هذا الخطاب مظهرا لاتصالهن به اتصالا أبديا وتشاكلهن له تشاكلا كاملا.
وإذا أردت المزيد من شرح هذا الأمر فتدبر في القرآن كله، فلن تجد موضعا وصف فيه رجل وامرأة بأنهما زوجان بعيدا عن فقدان الاتحاد الظاهري والباطني، والوحدة الزوجية والإيمانية معا.
ومع بيان هذا الأمر يجب أن نتذكر أيضا أن القرآن الكريم، لم يتقيد بهذا، في استعماله لكلمة امرأة، بل ورد استعمالها في كل من الصور الأربعة الآتية:
١ - إذا كان كل من الزوج وزوجة كافرا مثلما ورد في ذكر أبي لهب وامرأته: {وامرأته حمالة الحطب} (سورة المسد: ٤).
٢ - إذا كان الزوج مؤمنا والزوجة كافرة كما جاء في قوله تعالى: {امرأت نوح وامرأت لوط} (سورة التحريم: ١٠).
٣ - إذا كانت الزوجة مؤمنة وكان الزوج كافرا مثلما ورد في قوله تعالى: {امرأت فرعون} (سورة التحريم: ١١).

<<  <   >  >>