للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وجميع الأحاديث التي روتها عائشة تبلغ ٢٢١٠ حديث، منها مائة وأربعة وسبعون حديثا في الصحيحين، وأربعة وخمسون حديثا في صحيح البخاري فقط، وسبعة وستون حديثا في صحيح مسلم فقط، ومنها ٢٠١٧ حديث في كتب الحديث الأخرى المعتبرة، وهذا عدا ما نقل عنها من الفتاوى الشرعية وحل المشكلات العلمية وبيان الروايات العربية والوقائع التاريخية (١).

ـ[الجهاد في سبيل الله]ـ: عن أنس بن مالك قال: ولقد رأيت عائشة بنت أبي بكر وأم سليم وأنهما لمشمرتان، أرى خدم سوقهما تنقزان القرب على متونهما، تفرغانه في أفواه القوم، ثم ترجعان فتملأنها، ثم تجيئان فتفرغانه في أفواه القوم.

وكان لواء النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم بدر من مرط عائشة، أي أن الراية التي في ظلها خدم الملائكة الإسلام، والتي فتح الله بها للمسلمين لأول مرة كانت قد اتخذت من مرط عائشة وفي هذا دلالة على ما لعائشة من فضل (٢).

قال حسان بن ثابت (المؤيد بروح القدس) في شأن عائشة:

حصان رزان ما تزن بريبة ... وتصبح غرثى من لحوم الغوافل

عقيلة أصل من لوى بن غالب ... كرام المساعي مجدهم غير زائل

مهذبة قد طهر الله خيمها ... وطهرها من كل بغي وباطل

فإن كان ما قد قيل عني قلته ... فلا رفعت سوطي إلى أنامل

وإن الذي قد قيل ليس بلائط ... بها الدهر بل قول أمرء متماحل

فكيف وودي ما حييت ونصرتي ... لآل رسول الله زين المحافل

رأيتك وليغفر لك الله حرة ... من المحصنات غير ذات الغوائل (٣).


(١) وقد عد الإمام أبو محمد علي بن أحمد بن حزم الظاهري المتوفي سنة ٤٥٧ هـ أحاديث غيرها من المكثرين في الرواية فعدد روايات عمر الفاروق (٢٣٧) وعلي المرتضى (٥٨٦) وابن مسعود (٠ ٠ ٨) وبضعة أحاديث، وجابر بن عبد الله وعبد الله بن عباس أكثر من (١٥٠) وابن عمر وأنس رضي الله عنهما كعائشة رضي الله عنها. (كتاب الفصل في الملل والنحل: الجزء الرابع).
(٢) سيرت طيبة (٢/ ١٤٧).
(٣) سيرت طيبة (٢/ ١٤٧).

<<  <   >  >>