للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - في كل لحظة من لحظات حياته يرجع إلى الله وذلك واضح من هذه الآية: {إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالين ... لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين} (سورة الأنعام: ١٦٢، ١٦٣).

[زكريا عليه السلام]

قال تعالى عن زكريا: {ذكر رحمت ربك عبده زكريا} (سورة مريم: ٢).

وقال عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: {رحمة من ربك إن فضله كان عليك كبيرا} (سورة الإسراء: ٨٧).

وقال في موضع آخر: {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين} (سورة الأنبياء: ١٠٧).

ذكر الله في هذه الآية النبي - صلى الله عليه وسلم - بأنه رحمة أي أنه قد جعل وجوده رحمة، وذلك شرف دونه كل شرف.

ذكر الله دعاء زكريا عليه السلام لربه فقال: {إذ نادى ربه نداء خفيا} (سورة مريم: ٣).

وقد تقبل منه هذا الدعاء فبشر بابن اسمه يحيى. وذلك يشير إلى ما كان عليه زكريا من شرف وعز حيث تقبل دعاؤه، ورزق ولدا، رغم ما كان يفقده من أسباب ظاهرية مادية. قال الله عز وجل في شأن نبيه - صلى الله عليه وسلم -: {قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها} (سورة البقرة: ١٤٤).

تدل هذه الآية على ما كان يتمتع به النبي - صلى الله عليه وسلم - من عز وشرف فقد تقبل الله منه ما دار بخلده وظهر على وجهه، مع أنه لم ينطقه بلسانه، ولاشك أن هذا كان أمرا عظيما، فهو يتعلق بتحويل قبلة صلى إليها ألوف الأنبياء واعترفوا بقداستها، ولكن الله آثر رضا نبيه - صلى الله عليه وسلم - على رضاهم، وقدم النزول عند رغبته على النزول عند رغبتهم فحول القبلة وقال: {وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه} (سورة البقرة: ١٤٣).

يحى عليه السلام: هو نتيجة لدعاء أبيه الهرم زكريا الذي دعا ربه في المحراب

<<  <   >  >>