للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل (١). (إنجيل متى: الأصحاح (٥/ ١٧ - ١٨).

هذا الكلام المعجز القوي يوضح جيدا أن عيسى عليه السلام حقق الغرض الأول من رسالته على أحسن وجه.

ب - التبشير بنبي اسمه أحمد: وهنا كلمتان في هذه البشرى تستحقان التفكير. الأولى كلمة " من بعدي " فهي توجب أن من أتى بعد عيسى ينبغي أن يكون هو الذي بشر به عيسى ولا يحول بينهما رجل آخر يدعى رسولا ويسمى أحمد لأنه لو كان كذلك لالتبس الأمر. وهذا المعنى الذي بيناه للآيات ليس مما اخترعناه فقد قال القاضي عياض في "الشفا" والإمام جلال الدين السيوطي في "الخصوصيات الصغرى" وابن دحلان في "إنسان العيون" إن أحمد اسم لم يسم به أحد قبل النبي - صلى الله عليه وسلم -.

والكلمة الثانية التي تستحق التفكير هي قوله {اسمه أحمد} ونتساءل هل كان أحمد اسم النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحقيقة؟ وهنا يجب أن نعلم أن له اسمين ذاتين أحمد ومحمد. أما أحمد فاختارته له آمنة أمه لما قد أمرت بذلك في الرؤيا التي رأتها. وأما محمد فاختاره له جده وكلاهما مشتقان من مادة حمد. فأحمد صيغة اسم التفضيل من " حمد" ومحمد على وزن مفعل من " حمد".

قال ابن القيم رحمه الله في " جلاء الأفهام ": وقد ظن طائفة منهم أبو القاسم السهيلي وغيره أن تسميته - صلى الله عليه وسلم - بأحمد كانت قبل تسميته بمحمد قالوا ولهذا بشر به المسيح باسم أحمد.

ونحن نسوق هنا أدلة على أن أحمد اسم للنبي - صلى الله عليه وسلم -.

ـ[الأحاديث]ـ:

١ - روى ابن سعد في الطبقات الكبرى: عن أبي جعفر محمد بن علي قال: أمرت آمنة وهي حامل برسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن تسميه أحمد.

٢ - وكذلك روى مر فوعا:


(١) ... أو نقطة واحدة من الشريعة حتى يتم كل شئ. [ص:١٢] الطبعة المذكورة.

<<  <   >  >>