للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يتضايقوا من نشرها لأن طلابها ليسوا على دينهم ومن أمتهم. ولإثبات هاتين النقطتين هناك ألوف من الوقائع التي يرويها مؤرخو الإسلام، وقد أورد عشرات منها ديون

بورت، وليودبول، وايدواردكين.

وقد وصل هذا النور إلى المسلمين من المنبع الذي ذكره الله تعالى بقوله: {ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون}.

ويعلم القراء باستقراء تاريخ العالم أن اكليل هذه الخاصية يزين رأس صاحب المعراج (ص) وحده.

[الخاصية السادسة عشرة]

{ويعلمهم الكتاب والحكمة} (١)

سبق أن ذكرنا أن الكتاب هو القرآن الكريم، وأن الأحاديث تندرج تحت تعليم الكتاب، ولذا يتحتم ذكر تعليم الحكمة تحت هذه الخاصية، يقول تعالى: {ومن يؤت الحكمة ففد أوتي خيرا كثيرا} (٢). وتوضح هذه الآية أن الحكمة اسم للفضائل المحمودة والمحاسن الكثيرة، وقد ورد إطلاق لفظ الحكمة منفصلا عن منصب النبوة، يقول تعالى:

{ولقد آتينا لقمان الحكمة} (٣).

والجدير بالتأمل هنا ما عبر عنه بالحكمة بعد ذكر الكتاب وتعليم الكتاب، فمن الواضح أن أحوال الناس مختلفو الأمزجة، تختلف عند العمل بالهداية الواضحة والبيان الراشد، وقد أتم النبي (ص) تعليم الصحابة جل الأمور المعقدة بطريقة عملية:

١ - فقد آخى النبي (ص) بين المهاجرين والأنصار أول قدومه المدينة، ثم عقد معاهدة بين المؤمنين ويهود يثرب، وهكذا ضمهم في اتحاد مدني، وتبدأ هذه المعاهدة هكذا: (٤)


(١) البقرة: ١٢٩، والجمعة ٢.
(٢) البقرة ٢٦٩.
(٣) لقمان: ١٢.
(٤) سيرة ابن هشام (٣/ ١٤٧).

<<  <   >  >>