للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا} (الحج: ٣٩، ٤٠).

٢٦ - وهو الذي حرم الخمر تحريما باتا، ووصفها بأم الخبائث ولم يسمح بقليل منها ((فإنه سيؤدي إلى الكثير)) كما سمح بولوس بمزج قليل منها مع الماء للتحميض، قال تعالى: {إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون} (المائدة: ٩٠).

وقد ورد تفسير هذا الحكم في قول رسول الله (ص):

((كل ما أسكر كثيره فقليله حرام)) (١).

٢٧ - وهو الذي حرم أقسام الزنا كلها التي عرفت في الجزيرة العربية والهند وغيرها بأسماء شتى إخفاء لشناعتها، وأظهر هذا الحكم جيدا في الخطب والأحاديث، يقول تعالى: {والذين هم لفروجهم حافظون (*) إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون} (المؤمنون: ٥ - ٧).

٢٨ - وهو الذي وضح أصول العفو عن أسرى الحرب ومعاملتهم برفق في حين أن التوراة قد حرمت إنقاذ أرواح بهائم الأعداء ونسائهم فضلا عن أرواحهم أنفسهم، وقالت إن ذلك يستوجب غضب الرب تعالى، قال تعالى:

{فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنثموهم فشدوا الوثاق فإما منا بعد وإما فداء} (محمد: ٤).

إن أخذ الفدية والإحسان إلى العدو المعتدي الذي أسر بعد هزيمته لم تعرفه أقوام العالم جميعا، ولم يعمل به أحد، ولكن النبي (ص) عمل بذلك الأصل في أسرى بدر وأحد ومكة وحنين وقد كانوا من ألد أعدائه من قتلة المؤمنين ومحاربي الله والرسول (ص).

٢٩ - وهو الذي عرف الأمة الأمية بالعلم، وأقام منزلته في قلوبهم وشوقهم إليه ثم رفعهم إلى منزلة المعلمين والمقرئين. وقد كانوا قبل ذلك يفتخرون بأميتهم ويرونها رمزا لأمية الطفل المولود حديثا. انظروا إلى قوله جل وعلا:


(١) عون المعبود (١٠/ ١٢١)، الترمذي (١٨٦٥)، ابن ماجة (٣٢٩٢).

<<  <   >  >>