للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عشرة سنة، فأقام فيه ثلاثة أيام، وأقام ست سنوات في بيت عزيز مصر، ومكث في السجن سبع سنين. وتم له ملك مصر وعمره ثلاثون سنة، ولما كان ابن أربعين سنة لقي أباه يعقوب بعد فراق دام ثلاثة وعشرين عاما، وبعد حكم دام ثمانين عاما توفى وله من العمر مائة وعشر أعوام، ورأى أحفاده وأولادهم.

وكان قد تزوج في مصر أستات بنت فوطى كاهن أون، فولدت له منسى وأفرايم (١).

داود عليه السلام: هو داود بن يسى بن عوبيد بن بوغر بن سلمون بن نحشون بن عمينا داب بن أرام بن حصرون بن فارص بن يهوذا بن يعقوب بن إسحاق، عليهم السلام.

كان الابن السابع لأبيه، واشتهر أمره بالحرب التي شنها أهل فلسطين ضد بني إسرائيل.

كان في جيوش الفلسطينيين رجل شجاع اسمه جليات (جالوت) طوله ستة أذرع وشبر، وعلى رأسه خوذة من نحاس، وكان لابسا درعا حرشقيا، وجرموقا من نحاس على رجليه.

كان هذا الفلسطيني يتقدم مبارزا أربعين يوما، ولم يخرج إليه أحد من صفوف إسرائيل، وكان داود خرج إلى ساحة الحرب سائلا عن أخوته الثلاثة الذين اشتركوا في الحرب، فسمع هناك أن شاول ملك إسرائيل أعلن أن الذي يقتل هذا الفلسطيني يغنيه الملك غنى كثيرا ويعطيه بنته ويجعل بيت أبيه حرا في إسرائيل.

فاستأذن داود الملك وخرج لمبارزة جالوت، ومد يده إلى الكنف وأخذ منه حجرا ورماه بالمقلاع وضرب الفلسطيني في جبهته فأصابه الحجر في جبهته وسقط على الأرض فأخذ داود سيفه وقطع به رأسه.

ثم ارتقى داود وصار قائدا للجيش ثم صهرا للملك، ولكن الملك حسده على سطوع نجمه وارتفاع شأنه، فاختبأ داود ثم هرب خوفا على نفسه، وانتهى الأمر بشاول أن هزمه الفلسطينيون في موقع فما كان منه إلا أن انتحر، وكذا انتحر ولي عهده، وهنالك اتفق بنو إسرائيل على أن يكون داود ملكا عليهم، وملك أربعين سنة بنجاح


(١) سفر التكوين ٢٢/ ٣٠. أبو الفداء ١٧/ ١، قصص الأنبياء ص ١٥٤.

<<  <   >  >>