للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ذكر القرآن الكريم أن مريم لما كانت في بطن أمها نذرت الأم أن تجعل ما في بطنها من الحمل محررا لخدمة الهيكل.

فلما وضعت أنثى تحيرت، فالبنت لم تكن تصلح لخدمة الهيكل، ولكن المرأة الصالحة ذهبت بمريم كما نذرت إلى بيت المقدس ووضعتها عند الأحبار فقرروا قبول البنت لخدمة الهيكل وكفلها زكريا.

ولما بلغت مريم مبلغ النساء جاءها الملك يبشرها بولادة عيسى من بطنها وإن لم يمسسها بشر، وقد ولد المسيح كما بشر الملك وسمى عيسى (يشوع).

قضى عيسى صباه في مصر، وفكر في أحوال اليهود إلى ثلاثين سنة من عمره، ثم بدأ يبلغ ويدعو الناس، وكان من اجتهاده في الدعوة أنه لم يكن يقيم في مكان واحد أكثر من ليلة؛ وهكذا أرسل صوته إلى كل قرية من قرى بني إسرائيل في فلسطين، وبعد ثلاث سنوات رفعه الله إلى السماء.

وقد اتبع عيسى في هذه المدة اثنا عشر رجلا، منهم واحد تحول إلى الخيانة. ويرى لوقا مؤلف كتاب الأعمال أن عدد الذين آمنوا بالمسيح يبلغ ١٢٤ شخصا.

واليوم عند كتابة هذه السطور يكون التاريخ الميلادي هو ١١ سبتمبر ١٩٢٩ م، ويقال أن التقويم الميلادي ابتدأ بولادة المسيح، ولكن ثبت بالبحث والتفحص أن مولد المسيح كان قبل تلك السنة بأربع سنين (١).

وقد أوردنا المباحث العلمية حول رفع عيسى ونزوله في كتابينا ((غاية المرام)) و ((تأييد الإسلام)).

إلياس عليه السلام: هذا هو الاسم الثاني لإدريس عليه السلام، ولكنه ليس المراد في الآية، فالآية تذكر ذرية نوح، وإدريس من آباء نوح.

ونسبه هكذا: إلياس بن بنا بن فنحاص بن عميرا بن هارون. ولذا كان زمنه قبل النبي (ص) بنحو تسعة عشر قرنا، واشتهر لدى البعض أن إلياس لا يزال حيا إلى الآن، ولكن لم يثبت عن حياته أية رواية عن النبي (ص)، فالزعم المذكور لا أساس له (٢).


(١) إنجيل متى وإنجيل لوقا مواضع متفرقة، تارخ ابن خلدون ١/ ٢١٤، أبو الفداء ١/ ٣٤، قصص الأنبياء ص٤٤٣.
(٢) قصص الأنبياء ص ٣٨، وذكر له نسبا خلاف المؤلف.

<<  <   >  >>