للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأول: من يقول بوجود قانون محدد للطبيعة. وهؤلاء يتعرضون لمطاعن أهل المعقول كثيرا.

والثاني: من يقول بقوانين الطبيعة، ولكن لا يجوزون خرقها ونسخها، وهؤلاء ينقسمون إلى صنفين:

* من ينكر خرق العادة، وينكر كذلك وجود أو إمكان حادث ثبت وجوده.

* من يؤول الحادث المتحقق وجوده تأويلا يصحح وقوع خرق العادة والثالث: من يعترف بوجود استثناء في قوانين الطبيعة، ولذا يعترف بكل حادث موجود على أنه قانون الطبيعة، وذلك لأن الاستثناء أيضا كان في هذه القوانين.

ويندرج تحت هذه الأقسام الثلاثة كل من أنكر المعجزة أو أولها أو قال بها، وتتعلق هذه الأقسام بلفظ ((خرق العادة)) ولكن هناك من لا يستعمل لفظ ((خرق العادة)) في تعريف المعجزة، بل يقول: إن المعجزة فعل نبي الله الذي يعجز الآخرين عن الإتيان بمثله في ذلك الحين، وفي هذا التعريف مخاطر فإذا ما قدر شخص غير نبي على ذلك الفعل في وقت لاحق، فإن ذلك يوجد التباسا في الأمر، والمحققون من العلماء يتجنبون هذه التعقيدات اللفظية فيقولون:

إن كلمة ((المعجزة)) و ((خرق العادة)) لم ترد في الصحف السماوية، ولذا فلا حاجة بنا للسير في هذا الطريق الشائك.

إن القرآن الكريم استعمل كلمة ((الآية)) ووردت في التوراة والإنجيل كلمة العلامة، ولهذا فسوف نستعمل نحن أيضا كلمة ((الآية))، وهناك فوائدة أخرى في استعمال كلمة ((الآية)).

إن كلمة ((الآية)) واسعة المعنى جدا، فقد جاء إطلاقها على الماديات أيضا، إذ وصف الله تعالى سفينة نوح بالآية فقال:

{فأنجيناه وأصحاب السفينة وجعلناها آية للعالمين} (العنكبوت: ١٥).

وجعل تعالى الليل والنهار آيتين فقال:

{وآية لهم الليل} (يس: ٣٧).وقال: {ومن آياته الليل والنهار} (فصلت: ٣٧).

وخلق الإنسان من التراب أيضا آية، قال:

<<  <   >  >>