للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وليس عندي إلا ما يخرج نخله ولا يبلغ ما يخرج سنين ما عليه، فانطلق معي لكي لا يفحش علي الغرماء، فمشى حول بيدر من بيادر التمر فدعا ثم جلس عليه، فقال: ((انزعوه)) فأوفاهم الذي لهم وبقى مثل ما أعطاهم. وفي رواية: وأنا والله راض أن يؤدي الله أمانة والدي ولا أرجع إلى أخواتي تمرة، فسلم والله البيادر كلها حتى أني أنظر إلى البيدر الذي عليه رسول الله (ص) كأنه لم ينقص تمرة واحدة (١).

٣ - عن جابر أن أباه توفى وترك عليه ثلاثين وسقا لرجل من اليهود، فكلم النبي (ص) اليهودي ليأخذ تمر نخله بالتي له فأبى، فدخل رسول الله (ص) النخل فمشى فيها، ثم قال لجابر: ((جد له فأوف له الذي له)) فجد له بعد ما رجع رسول الله (ص) فأوفاه ثلاثين وسقا، وفضلت له سبعة عشر وسقا، فأخبر جابر عمر فقال له عمر: لقد علمت حين مشى فيها رسول الله (ص) ليباركن فيها (٢).

٤ - عن جابر أن أم مالك كانت تهدي للنبي (ص) في عكة لها سمنا، فيأتيها بنوها فيسألون الأدم وليس عندهم شيء، فتعمد إلى الذي كانت تهدى فيه للنبي (ص) فتجد فيه سمنا، فما زال يقيم لها أدم بيتها حتى عصرته، فأتت النبي (ص) فقال: ((عصرتيها؟)) قالت: نعم، قال: ((لو تركتيها ما زال قائما)) (٣).

٥ - عن بنت خباب قالت: خرج خباب في سرية فكان رسول الله (ص) يتعاهدنا حتى يحلب عنزا لنا في جفنة لنا، قالت: وكان يحلبها حتي تطفح وتفيض، فلما رجع خباب حلبها فرجع حلابها (٤).

٦ - عن عبد الرحمن بن أبي بكر قال: كنا مع النبي (ص) ثلاثين ومائة، فقال النبي (ص): ((هل مع أحد منكم طعام؟)) فإذا مع رجل صاع من طعام أو نحوه فعجن، ثم جاء رجل مشرك مشعان طويل بغنم يسوقها، فاشترى منه شاة، فصنعت وأمر النبي (ص) بسواد البطن أن يشوى، وايم الله ما في الثلاثين والمائة إلا وقد حز النبي (ص) له حزة من


(١) البخاري ٢٣٩٥، ٢٤٠٥، ٢٧٨١، ٣٥٨٠.
(٢) في الشيخين برواية وهب بن كيسان عن جابر.
(٣) مسلم ٢٢٨٠.
(٤) طبقات ابن سعد ٨/ ٢٩٠ - ٢٩١، مسند أحمد ٣٧٢/ ٦.

<<  <   >  >>