للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ودانيال ويرمياه وحبقوق ويوحنا وعيسى عليهم السلام شهدوا للنبي وبشروا بمقدمه، وذكروا صورته ومكان ولادته وهجرته ونزول كلام الله عليه وتعليمه للحق والصدق. فهو امشهود على ألسنة هؤلاء الأنبياء جميعا.

فالكتاب المتحررون الجريئون من أمثال كارلايل والسير ميور واشنطون وجون ديون وايوردجين أثتوا عليه (ص) في يقظة ضميره وحبه لخير البشرية وعيشته الطاهرة وحياته الرزينه ووسائله النزيهة لتحقيق أهدافه السامية.

وكذا تشهد بمشهوديته السماء والأرض اللتان تسمعان كل يوم خمس مرات النداء الملكي لعبوديته ورسالته (ص).

٤٨ - إنه رءوف ورحيم، وهذان الاسمان من أسماء الله الحسنى، وقد ورد في وصف النبي (ص) في كلامه تعالى بالاسمين فقال تعالى: {بالمؤمنين رءوف رحيم} (التوبة: ١٢٨).

وربما للإيجاز يكفي هذا السند.

٤٩ - إنه مذكر، يتقدم في ظلمة الليل حيث لا يجترئ الركب على التقدم، ويذكر المضطجعين على بسط الرمال والحجارة فيرددون بقلوبهم وألسنتهم الاسم المبارك الذي

ذكروا به.

إنه يذهب إلى مجالس المعارضين وإلى الأسواق السنوية والأعياد البهيجة فيذكر الناس بقوله: ((يأيها الناس، قولوا لا إله إلا الله تفلحوا)) (١).

ويذهب إلى الجبال ويرمى بالحجارة ويستمر في تبليغ الغافلين ذكر اسم الله عز وجل. وكذلك يظل يذكر الناس رغم حصارهم له وإصابتهم له في عضده ورأسه وأسنانه بجروح دامية.

إنه ملازم فراشه لا تفارقه الحمى لحظة، وفي رأسه صدع وفي جسمه ضعف، ومع ذلك كله يواصل التذكير، ويفكر في مستقبل الأمة فيذكر بوصاياه ونصائحه، وذكر باسم الله، فهو مذكر، وبه ينتهي التذكير.


(١) البخاري ٦٣١٦، ومسلم ١/ ٥٢٨.

<<  <   >  >>