للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والمعرفة في اللغة هي العرفان والعلم، وفي اصطلاح العرفاء تطلق على الهداية والنهاية أيضا.

وبداية المعرفة تكون بمعرفة النفس الإنسانية لذاتيتها، فالسعيد من يبدأ بالشعور بمعرفة عيوبه.

ورد في القرآن الكريم وفي الإنجيل عن سيدنا آدم أنه عرف بعد الإدراك فورا أنه عار ثم جمع أوراق الشجر فتستر بها.

وكان هذا هو الدرس الأول من أبينا آدم يعلمنا أن الإنسان حينما يرى عيبا أو نقصا فعليه أن يسارع بإزالته.

وهناك كلمتان تأتيان في اللغة والشرع للدلالة على معنى العرفان، وهما: المعرفة والعلم. والعلم أعلى منزلة من المعرفة عند العلماء، وعند المتصوفين المعرفة أعلى من العلم. يقول الله تعالى:

{وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق} (المائدة: ٨٣).

وقال تعالى: {ويوم يحشرهم كأن لم يلبثوا إلا ساعة من النهار يتعارفون بينهم} (يونس: ٤٥).

وقال تعالى: {وجاء إخوة يوسف فدخلوا عليه فعرفهم} (يوسف: ٥٨).

وقال تعالى: {الذين آتيهناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم} (البقرة: ١٤٦).

وفي هذه الآيات الأربع استعمل لفظ المعرفة، وفاعلها إنسان.

وورد لفظ العلم في الآيات التالية: قال تعالى:

{فاعلموا أنما أنزل بعلم الله} (هود: ١٤).

وقال تعالى: {أنزله بعلمه} (النساء: ١٦٦).

وقال تعالى: {قل رب زدني علما} (طه: ١١٤). فالعلم نسب في هذه الآيات إلى ذات رب العالمين. والفرق بين المعرفة والعلم باعتبار المعنى أن المعرفة تطلق على علم ذات الشيء، والعلم يطلق على معرفة أحواله

<<  <   >  >>