للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فرس ناهيك عن النقود والأمتعة وقد استحقت إحدى زوجاته سهما بمعدل (٨/ ٣) وقد بلغ (٨٣٠٠٠) دينار (١).

وكان عند الزبير بن العوام ألف غلام يأتون إليه بما يكسبون، وكان الزبير ينفقه كله في الصدقات ولا يمسكه حبة (٢).

تنبؤ عن انعدام الوثنية:

قال الله تعالى: {ويمح الله الباطل ويحق الحق بكلماته} (الشورى: ٢٤).

المراد بالباطل الأصنام، كما دل عليه النبي (ص) بنفسه، فقد أخرج البخاري (٣) عن عبد الله قال: دخل النبي (ص) مكة يوم الفتح وحول البيت ستون وثلاثمائة نصب، فجعل يطعنها بعود في يده ويقول: {جاء الحق وزهق الباطل}.

ومن تحقق التنبؤ المذكور وصدقه أن البلاد العربية بمعزل عن الوثنية إلى الآن فلا نكاد نجد صنما في أي جزء منها.

وقوله ((بكلماته)) يتطلب التفكير مرة أخرى، فإن وظيفة القضاء على الباطل وإحقاق الحق هي للكلمات الإلهية، ومن تأثير كلام الله أن الباطل لا يقف أمامه.

كانت الصين والهند وآسام وغيرها من البلاد الوثنية، وإعراض ألوف العباد من سكانها عن الوثنية كان نتيجة تأثير كلام الله تعالى، فحيثما انتشر الكلام الرباني انعدمت الوثنية، وظهور فرقة البروتستانت في النصرانية من هذا التأثير نفسه. فأتباع هذه الفرقة لا يعبدون الصور ولا ينصبون في كنائسهم تماثيل المسيح ومريم ويوحنا، ولا يسجدون لها.

تنبؤ عن المهاجرين المظلومين ومصيرهم: قال تعالى: {والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا لنبوئنهم في الدنيا حسنة ولأجر الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون} (النحل: ٤١).

وحتى نعرف الذين تنعموا بالنعم الربانية وفق هذه الآية الكريمة ينبغي أن ننظر إلى


(١) الاستيعاب ٢/ ٨٤٧.
(٢) الاستيعاب ١/ ٥٦٣.
(٣) البخاري ٨/ ١٥ رقم ٤٢٨٧.

<<  <   >  >>