للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لأجله وهو المال والولد.

وقد ذاقوا العذابين في حياتهم، أما العذاب الأليم وهو الثالث فإن موعده الآخرة.

٣ - قال تعالى: {أولئك حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون} (المجادلة: ١٩).

يبين سياق الكلام أن هذا التنبؤ خاص بالمنافقين الذين أحبوا اليهود وصادقوهم، والآية أخبرت أن التودد إلى أعداء الله والانضمام إليهم من عمل الشيطان، وأن هؤلاء سوف يلقون الخسران. وقد صدق هذا التنبؤ على المنافقين بعد غزوة الأحزاب حيث كانوا لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء.

٤ - أخبر الله تعالى أولا عن المنافقين وعن مكانهم فقال:

{ومن أهل المدينة مردوا على النفاق} (التوبة: ١٠١).

والحكمة في هذا الإخبار عن العيب أن لا يتهم من صحابة رسول الله (ص) أحد في الزمن الآتي بالنفاق بمجرد رأي أو ظن أو تعصب. فالشرط الأول بوصف أحد بالنفاق هو أن يكون من سكان المدينة، فلا يشك في يمني أو شامي أو مكي أو حضرمي من الصحابة بأنه منافق.

وبعد هذه العلامة الواضحة قال تعالى:

{فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين} (العنكبوت: ٣).

وفسر هذا التنبؤ بآية أخرى فقال:

{لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا (*) ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا} (الأحزاب: ٦٠، ٦١).

وهذا التنبؤ يخبر عن مصير المنافقين مع تحديد مدة هذا المصير وأيامه. وهذه الآية من سورة الأحزاب، وغزوة الأحزاب وقعت عام ٥ هـ، وكان أكثر من ثلاثمائة منافق من طائفة أبي بن سلول على قيد الحياة، فأخبرت الآية أنهم جميعا ينقرضون في حياة الرسول (ص)، يتم إخراجهم من المدينة، ثم يلقون حتفهم بذل ومهانة، وهكذا حدث، فقبل أن يغمض الرسول الأكرم سيد ولد آدم (ص) عينيه عن مشهد العالم رأى المدينة وقد طهرت من الأشرار، وهذا هو السر في تسمية النبي (ص) المدينة ((طيبة)) في العام التاسع من

<<  <   >  >>