للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[تعليمه]

درس القاضي محمد سليمان القرآن الكريم واللغة العربية على يد والده، واستفاد في دراسته للغة العربية من الشيخ العلامة عبد العزيز الذي كان يقطن بلدة كوم القريبة من لدهيانه، كما درس اللغة الفارسية على يد منشى سكهن لال أستاذ الفارسية في كلية مهندرا في بتيالة.

نال القاضي المنصوربوري درجة منشي فاضل من كلية مهندرا سنة ١٣٥٢ هـ / ١٨٨٤م وكان الأول على جميع طلاب الجامعة، وتقلد وظيفة في إحدى إدارات التعليم، وترقى في منصبه وعمل بالقضاء، وقد تقاعد سنة ١٣٤٣ هـ / ١٩٢٤ م.

[بعض صفاته الطيبة]

أدى شيخنا الجليل رحمه الله فريضة الحج لأول مرة سنة ١٣٣٩ هـ / ١٩٢١ م، ويحكى أن والي كابل أمير حبيب الله حين صلى الجمعة أثناء وجوده في مدينة بومباي أسندت مهمة ترتيب هذا الأمر إلى القاضي محمد سليمان النصور بوري الذي قام بفرش المسجد بالسجاد على نفقة حكومة الهند، وتحير مسلمو بومباي.

لقد أحبه المسلمون، وأحبه غير المسلمين أيضا، أحبه من غير المسلمين عدد كبير من الشخصيات المرموقة في الهند مثل مستر دانلوب سميث واللورد منتو واللورد كرزن الحاكم العام للهند، وجوكندرسنكه، الذي حزن كثيرا حين سمع نبأ وفاته، وأمر بصرف راتب تقاعد لابنته طوال الحياة واهتم بترقية ولده قاضي عبد العزيز، الذي تخرج في جامعة عليكره، إلى وظيفة مفتش عام المدارس.

كان القاضي سليمان رحمه الله أسمى وأرفع من كل ما كان يثار من خلافات طائفية، كان يخدم جميع الأئمة وجميع الفقهاء وجميع العلماء، وأكبر دليل على ذلك أنه رغم حبه لجماعة أهل الحديث، ورغم أنه دعي لرئاسة مؤتمر جمعية أهل الحديث لعموم الهند، إلا أنه حين قدم العلامة أسلم جيراجبوري (مرشد غلام أحمد برويز قائد جماعة إنكار السنة المسماة بأهل القرآن) إلى بتيالة لجمع التبرعات لبناء الجامعة الملية نزل ضيفا في بيت قاضي سليمان الذي أكرمه وزاد في إكرامه وبالغ في ذلك كثيرا!!

<<  <   >  >>