للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المساواة، واعتبر كل من دخل في الإسلام مساويا للجميع في جميع الحقوق مهما كان ينتمي إلى بلد أو شعب ما.

١ - إن البرامكة كانوا مجوسا، ولكنهم وصلوا بعد إسلامهم إلى منصب الوزارة في عهد هارون الرشيد.

٢ - والإسلام يمنح كل حر وعبد وغني وفقير حق الانتخاب.

٣ - ونفس هذا الحق ثابت للمرأة.

٤ - وللمرأة والعبد حق إجارة عدو، وعلى القائد مراعاة ذلك.

وكان هناك وزراء من الشيعة لملوك أهل السنة في حكومات بغداد والهند ومصر.

٥ - ولم تكن هناك تفرقة في التجارة بين أموال العرب وغيرهم ولم يحصل أحد على دعم خاص به.

٦ - ولم يفرق بين الغني والفقير في المساجد والمقابر أيضا. ٧ - ومما يدل على مساواة الإسلام قصة عمر الفاروق إذ سافر غلامه إلى الشام.

فكان عمر وغلامه يتناوبان البعير، فإن خلفه كانت عليه غرارتان في إحداهما سويق وفي الأخرى تمر، وبين يديه قربة مملوءة ماء، فلما حان وقت دخول الخليفة في معسكر المسلمين في نهاية سفره وقفت الجيوش مع قوادها لاستقبال الخليفة، وقد اجتمع عدد من الأقوام الأخرى لمشاهدة أبهة الخليفة وشوكته، وبينما هم كذلك إذ رأوا بعيرا خرج من وسط الغبار وتقدم إليه القواد، وقد تعجبوا من ذلك وسأل أحدهم مسلما: هل الراكب خليفتكم؟ فرد عليه المسلم بأن الخليفة من أمسك بزمام البعير يمشي، والراكب غلامه (١). وأعظم من ذلك ما وقع في غزوة بدر إذ كانت الرواحل قليلة يقول ابن سعد عن ابن مسعود قال: كنا يوم بدر كل ثلاثة على بعير، وكان أبو لبابة وعلي زميلي رسول الله (ص)، فكان إذا كانت عقبة النبي (ص) قالا: اركب حتى نمشي عنك، فيقول: ((ما أنتما بأقوى على المشي مني وما أنا أغنى عن الأجر منكما)) (٢).


(١) رويت قصة سفر عمر إلى الشام في عدة مصادر، انظر الطبري ٤/ ١٥٨، وفتوح الشام ١/ ١٤٣ وموطأ محمد ص ٣٨٧ باختصار، حلية الأولياء ١/ ٤٧، مصنف ابن أبي شيبة ١٣/ ٣٩، ٣٦٣.
(٢) ابن سعد ٢/ ٢١، البداية والنهاية ٣/ ٢٦٠.

<<  <   >  >>