للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لم يستحي الناس ولم يتحرجوا من ذكرها ومن العمل بها (١).

والمزدكية لاقت القبول السريع في إيران وانتشرت بمجرد أن الناس كانوا قد فقدوا احترام المحرمات الأبدية من ذي قبل. فالمزدكية ترى أن المرأة لا تنسب لرجل معين، بل هي مشاع يحق لكل رجل أن يتمتع بأي امرأة شاء (٢).

وقد أورد البندت ديانند سرسوتي عند ذكر فرق الهندوسية في كتابه ((سيتيارته بركاش)) أسماء (وام ماركي وجكرانكت وغيرها) ومنها أسماء قذرة لا يستطيع المسلم أن يخطها بقلمه، ويوضح هذا البيان أن الهند تفوقت على إيران في هذه الإباحية، فلا يزال يوجد في مدينة مقدسة مثل كاشي معبد يعرف باسم (الحلقة النيبالية) إنه يدعو الزوار إليه من على ارتفع ١٥٠ قدما، وتضيء أشعة الشمس الساطعة هذه التماثيل التي عجزت عن تقليدها باريس ونيويارك، ويعبد البراهمة هذه التماثيل، ويتحدثون عن كل تمثال منها دون مبالاة باستحياء السامع، وينطقون بكلمات تصم آذان الإنسانية وتعمى أبصارها.

والمؤرخ العادل يعترف بأن الإسلام طهر إيران من تلك اللعنات، ومنح الهنود أبصارا وآذانا، وقضى على الشاهد المفزعة في مسرحيات (ايمفي) بدولة روما التي عرفت بقساوة القلب ووحشية الذئاب.

وهذه الحقائق تبرهن على أن الإسلام لعب دورا هاما في رفع تفكير هذه الأمم وتطهير عقولها ونشر الحضارة بينها.

كان بنولاوي من اليهود قد خصصوا لأنفسهم حقوقا في قرابين النذور والخطايا والقربات. وكان بابا روما خليفة بطرس قد خصص لنفسه مفاتيح أبواب ملكوت السماء، فيفتحها لمن شاء ويغلقها في وجه من شاء.

وكان البراهمة قد ادعوا لأنفسهم قوة إدخال أرواح الموتى في دار الرحمة أو العذاب.

والإسلام هو الذي أنقذ الناس من هذه المهالك والمخازي، فبتعليمه انفصلت السامرية عن بني لاوي وكره البروتستانت الكاثوليك الرومان، وكره الآريون بابوات البراهمة.


(١) أيضا ٧/ ٢.
(٢) الملل على هامش الفصل ٨٦/ ٢.

<<  <   >  >>