للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جماعة تستعمل الخيل، فإن هناك من يأتي راجلا. أما الخيالة العرب الذين يستحقون الشهرة التي حصلوا عليا، فإنهم يقيمون بعيدا، في أطراف الإيالة؛ كما أن هؤلاء الأبطال أيضا، لم يتصلوا بأي أمر. وعلى هذا الأساس فإن الجيش الذي كان يحيط بهذا الآغا لم يكن مكونا إلا من سكان متيجة الذين لا يعرفون سوى بيع الحليب. لقد سمعت من يقول لهذا الأبله أن له تحت تصرفه خمسة آلاف سارق سيعملون ليلا على مفاجأة الفرنسيين في جميع الأنحاء ويجعلونهم يتحاربون فيما بينهم. أما العدد الضئيل من القبائل الذين كانوا يأتونه، فإنهم لم يحصلوا، بالنسبة لهم ولخيلهم، لا على مؤن ولا على ذخيرة، وبما أنهم لم يكونوا يستطيعون حتى شراء ذلك على نفقتهم الخاصة فإنهم كانوا يعودون من حيث أتوا ويتركونه وحده.

وفي سيدي فرج لم تحضر المدفعية، ولم تحفر الخنادق ولم يكن هناك سوى اثني عشر مدفعا كان الآغا السابق قد نصبها في بداية إعلان الحرب.

وفي اليوم الذي نزل فيه المارشال دويرمون مع جيشه لم يكن تحت تصرف الآغا سوى ٣٠٠ فارس؛ ولم يكن مع باي قسنطينة إلا عدد قليل جدا من الأجناد (٦)،لأنه لم يكن مستعدا لخوض المعركة. وكان باي التيطري (٧) في المدية


(٦) يقول الباي أحمد: إنني جئت إلى العاصمة كالعادة أحمل الدنوش، ولذلك لم أصطحب معي سوى حوالي ٤٠٠ فارس. ومن جملة القادة الذين كانوا مع: ولد مقران وابن الحملاوي آغا، وشيخ ريغا وقائد الزمالة والعربي قائد ابن عاشور وشيخ بو شنان.
(٧) يذكر الباي أحمد أن باي التيطري كان موجودا في الجزائر قبل النزول، وأنه حضر مجلس الحرب الذي ترأس الآغا إبراهيم، وشارك في جميع المعارك وخاصة معركتي سيدي فرج وسطاولي.

<<  <   >  >>