للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من الأندلسيين وقيادتهم إلى جيجل وبجاية (٢) وغيرهما من الأماكن المجاورة، ولم يكن في الجزائر في ذلك الوقت سوى حصن فانال (٣) الذي يشكل جزيرة كانت في قبضة الأوروبيين، أما الباقي فهو عبارة عن قرية مسلمة. وقبل هذا الحادث بقليل، كان سلطان المغرب (٤) قد بنى في هذا المكان مسجدا وكذلك صومعة للاعلان عن المواقيت، كما شيد معهدا لتدريس العلوم وأحياء صحية مفصولة عن هذين المبنيين للراحة والاستجمام. والمسجد ما زال موجودا إلى يومنا هذا وسمى الجامع الكبير، والأسوار التي تحيط به قد بنيت في ذلك الحين. والقصبة أيضا من الآثار القديمة. وكانت تتكون في ذلك الوقت من بضعة منازل تحيط بجامعها والباقي كان خلاء يعقد فيه البدو والبرابرة أسواقهم في أيام معينة من الأسبوع. وتحمل هذه الأماكن أسماء خاصة مثل: سوق الجمعة وهي السوق التي تعقد يوم الجمعة، وسوق السمن وهي التي تباع فيها الزبدة. وسوق الكتان وهي خاصة بالأقمشة، وما زالت هذه التسميات شائعة في مدينة الجزائر إلى يومنا الحالي.

أما عن حكومة الأتراك، فإن هؤلاء السكان عندما رأوا أن هذا القائد المسلم جاء لنجدة الأندلسيين ولمنع الإسبانيين من أن يقتلوهم أو يغرقوهم،


(٢) من المدن الساحلية في شرقي الإيالة. كانت الأولى ميناء تجاريا تحت تصرف شركة بكري وبو جناح، والثانية مدينة يغلب عليها النشاط الصناعي. وقد احتلهما الإسبان مدة وكان خلاصهما على يد الأخوة المذكورين.
(٣) المقصود هنا هو البينون.
(٤) هو يوسف بن تاشفين. وقد بنى المسجد الكبير سنة ٤٦٠ هـ الموافق لأواسط القرن ١١ م.

<<  <   >  >>