للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وقال الثاني: اللهم إنك أنزلت في توراتك أن نعتق أرقاءنا، اللهم أرقاؤك فاعتقنا.

وقال الثالث: اللهم إنك أنزلت في توراتك أن لا نرد المساكين إذا وقفوا بأبوابنا، اللهم إنا مساكينك وقفنا ببابك فلا ترد دعاءنا. فسقوا.

* وفي عهد عبد الرحمن الثالث ـ الخليفة الأموي ـ على بلاد الأندلس، أمسكت السماء ذات مرة عن المطر، فدعا الخليفة الناس إلي الاستسقاء، ـ وكان قاضي الجماعة يومها منذر بن سعيد (رحمه الله) ـ: فبعث إليه الخليفة أن يخرج الناس إلي صلاة الاستسقاء.

ولما جاء رسول الخليفة إلى منذر؛ قال له منذر: كيف تركت مولانا؟

فقال: تركته وقد نزل عن سريره وافترش التراب!

فقال منذر: أبشروا بالفرج، فإنه إذا ذل جبار الأرض رحم جبار السماء!

وخرج الناس بعدها للاستسقاء. فسقوا!

أخي المسلم: لذلك كان أرجى الدعاء بالاستجابة ما تضمن الخضوع والتذلل والاعتراف بالذنب ..

وإذا أردت أخي دعاء يجمع هذه الخصال؛ فقد أرشدك النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى ذلك في قوله - صلى الله عليه وسلم -: «دعوة ذي النون إذا دعا وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين. فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له! » [رواه الترمذي والحاكم/ صحيح الترمذي: ٣٥٠٥].

<<  <   >  >>