للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ومهما حاول الإنسان أن يأتي بأدعية فإنه لن يستطيع أن يأتي بأدعية أجمع وأشمل وأحسن من أدعية النبي - صلى الله عليه وسلم -.

وهذا لا يعني أن لا يأتي الداعي إلا بالأدعية المأثورة، فإن للداعي أن يدعو بما شاء من خير الدنيا والآخرة على حسب طاقته، ولكن إذا اكتفى في بعض المواطن بالمأثور عن أدعية النبي - صلى الله عليه وسلم - فذلك أفضل ..

* أخي: ومن الآداب الجميلة للدعاء: أن يخفض الداعي صوته إذا دعا .. فإن الداعي مناج لربه تبارك وتعالى، والله تعالى يعلم السر وأخفى .. كما أن الداعي إذا خفض صوته كان بذلك أكثر تأدبًا وتذللاً وخضوعًا ممن رفع صوته بالدعاء.

وقد مدح الله تعالى نبيه زكريا – عليه الصلاة والسلام – بخفض الصوت في الدعاء، فقال تعالى: {ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا * إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا} [مريم: ٢، ٣].

* أخي المسلم: ومما ينبغي أن تلاحظه من الآداب وأنت تدعو الله عز وجل: اختيار الاسم الذي يليق بجلاله سبحانه وتعالى .. فتدعوه بما جاء في القرآن والسنة من أسمائه الحسنى تباك وتعالى .. ولا تتجاوز ذلك إلي الأسماء التي لم ترد في القرآن والسنة، أو الأسماء التي ابتدعها المبتدعة وأهل الأهواء ..

قال تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} [الأعراف: ١٨٠].

قال الإمام القرطبي (رحمه الله): «سمى الله سبحانه أسماءه بالحسنى؛ لأنها حسنة في الأسماع والقلوب، فإنها تدل على توحيده وكرمه وجوده ورحمته وأفضاله».

<<  <   >  >>