للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الطرق العلمية على الأدب، أو نعطي الطلاب بحوثاً نضطرهم إلى حفظها واتباعها، وتعلمنا أن نربي في الطالب الملَكَة الأدبية، وندلَّه على طريق البحث، ثم ندع له اختيار النتيجة.

أما المعنى الثاني للأدب:

وهو أقرب إلى الموضوع التعليمي، فهو أنه (مجموع الآثار البيانية الجميلة في لغة من اللغات). فالأدب العربي مجموع ما في اللغة العربية من نثر جميل، وشعر جيد، وأمثال وخطب ورسائل، والأدب الإفرنسي، مجموع ما في اللغة الفرنسية من قصص وأقاصيص ومذكرات وقصائد ورسائل وخطب.

ودرس هذه الآثار هو المسمَّى هنا بدرس (النصوص) وسنعود إلى الكلام فيه.

نحن إلى هنا في أدب شخصي (Subjectif) يستند على تصوير الجمال (الإنشاء) وعلى تذوق هذه الصور (النصوص)، ولكن عندنا أدباً آخر، أقرب إلى الموضوعية (Objectif) وأمسَّ بالعلم وأدنى إلى قوانينه، وهو (النقد) والمراد بالنقد وزن الآثار الأدبية وتقويمها، فالأديب يحس ويشعر ويعبر عن حسه وشعوره، فعمله إنشائي بحت، أما الناقد فيزن هذه الآثار بميزانه، ويطبقها على مقاييسه، ويفاضل بينها وبين المثل الأعلى الذي يتصوره، والنقد قسمان، نقد صوري (C. de forme) للألفاظ وصحتها والجمل ومتانتها، والأسلوب وقوته، ونقد فكري أو معنوي (C. de fond) للفكرة وتسلسلها، والصورة وجمالها، والنتيجة التعليمية لهذا التقسيم، هو أن الطالب يحتاج إلى النحو والصرف والبلاغة وما إليها من علوم الأدب لينقد نقداً صورياً شكلياً، ويحتاج إلى تربية الذوق الفني الفكري المعنوي، على أن لا ينسى المدرس أو واضع المنهج أن هذه العلوم وسيلة إلى الأدب، يؤخذ منها بمقدار الحاجة، وليست هي الغاية، ولا هي المقصودة بالذات.

وهناك ما هو أوسع من النقد وهو (تاريخ الأدب)، وعلى مؤرِّخ الأدب -عدا عن تقويم الآثار- أن يرتبها، وينصفها، وهذا التصنيف هو الأساس في تاريخ الأدب.

<<  <   >  >>