للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من الثغر إلى دمشق وإلى الرملة وإلى غيرهما من البلدان/٩٤ ب/خلق كثير هربا (من الغلاء والخوف) (١) من الروم (٢).

[[استيلاء الروم على قبرس]]

واستولت الروم بعد فتحهم قريطش على جزيرة قبرس (٣)، وذلك أنّ أهلها كانوا يحملون مالها إلى الروم وإلى المسلمين صلحا، وغزاها في هذه المدّة من مصر جمع كثير في اثنين وثلاثين مركبا حربيّة، فاستظهروا (٤) الروم عليهم، وقتلوا منهم وأسروا خلقا كثيرا، وأخذوا مركبا منهم بسائر رجاله، وعاد الباقون منهزمين (٥).

[[سيف الدولة يصفح عن غلامه نجا]]

وورد على سيف الدولة رسول من نقفور ملك الروم فتجمّل (٦) سيف الدولة لدخوله عليه وجلس على سرير ولبس تاجا مرصّعا بالجوهر (٧).

وسار سيف الدولة إلى ميّافارقين وأرسل (٨) إلى نجا يأمره بالمسير إليه وأمّنه على نفسه وماله، وسار نجا إليه، فصفح عنه وأقام عنده وشرب بين يديه، فلمّا سكر شتم الغلمان وغلظ عليهم في القول، فاغتاظوا عليه، وكانت حرمة سيف الدولة أشدّ غيظا عليه بحصاره (٩) لها وشتمه إيّاها، فصاح سيف


(١) ما بين القوسين ساقط من النسخة البريطانية.
(٢) أنظر: تجارب الأمم ٢/ ٢٠١،٢٠٢، والكامل في التاريخ ٨/ ٥٥٢، وزبدة الحلب ١/ ١٤٢، وتكملة تاريخ الطبري ١٨٩.
(٣) في النسخة (س) «قبرص».
(٤) كذا، والصحيح «فاستظهر».
(٥) لم أجد هذا الخبر في المصادر. وقد نقله الدكتور أسد رستم مختصرا عن المؤلّف في: الروم وصلاتهم بالعرب ٢/ ٤١.
(٦) في النسخة (ب) «فتامل» وفي طبعة المشرق ١٢٢ «فتعمل» وما أثبتناه هو الصحيح لانسجامه مع السياق.
(٧) لم أجد هذا الخبر في المصادر المتوفّرة. وينظر: تجارب الأمم ٢/ ٢٠٨، والعبر ٢/ ٢٩٦.
(٨) في النسخة (ب): «وأمر».
(٩) في نسخة بترو «لحصاره».

<<  <   >  >>