للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الصّناجيّ بمضمونها، فلم ينقلع عمّا هو عليه، وقرب عيد العنصرة (١)، فوجّه الصّناجيّ يلتمس منه أشياء زائدة عن رسومه التي كان يحملها إليه في ذلك العيد، وطالبه مطالبة شديدة، فنزل البطريرك إلى الرملة وعرف بن (٢) عبيد الله الحال، وأنّ المكاتبة لا تغنيه شيئا، فوجّه معه قائدا من قوّاده يسمّى تكين (٣) وأوعز إليه أن يحفظ النّصارى وصيانتهم (٤)، وأن لا يمكّن الصّناجيّ ولا غيره من استضامتهم وألاّ يظلموا، فعظم على الصّناجيّ (تحامي البطريرك عليه، وأنفذ يستدعي ما التمسه منه، فاحتمى البطريرك عليه بتكين القائد ولم يدفع إليه ما طلبه، فعظم على الصّناجيّ) (٥) ذلك، فجمع عشيرته وتبّاعه (٦) وغيرهم من أفناء الناس، وأنفذ رسولا إلى البطريرك يستدعي حضوره إليه، وبلغه حال الجمع (٧)، فتخوّف على نفسه وتثاقل (٨) عن المضيّ، فقال للرسول: أليس قد تقدّم إليه دفعات بالمنع عن أذيّتي ومطالبتي بما لا يجب له عليّ، وقد أنفذ أبو محمد [الحسن] (٩) بن عبيد الله معي من يشدّ على أيدي (١٠) ويحميني ويمنعه عنّي، وليس يمكنّي المصير إليه في وقتي هذا، ولطف بالرسول إلى أن انصرف، وأدّى إلى الصّناجيّ جوابه، وتقدّم البطريرك بأن تغلق أبواب الكنيسة القيامة، وتحصّن فيها، وركب الصّناجيّ في الحال مع جموعه، وقبض على تكين القائد/٩٥ ب/الذي أنفذه ابن عبيد الله لحماية البطريرك وأخذه إليه، وأنفذ إلى البطريرك يستدعي نزوله


(١) عيد العنصرة: هو عند النصارى عيد حلول الروح القدس على التلاميذ في العلية الصهيونية ببيت المقدس في اليوم الخمسين بعد قيامة المسيح عليه السلام.
(٢) كذا، والصحيح «ابن».
(٣) في النسخة (س) «بليق».
(٤) في النسخة (ب): «وصبيانهم».
(٥) ما بين القوسين ساقط من النسخة البريطانية.
(٦) في النسخة البريطانية «وأتباعه».
(٧) في النسخة البريطانية «المجمع».
(٨) في النسخة (س): «وتأخر».
(٩) من النسخة (س).
(١٠) في النسخة البريطانية «يدي».

<<  <   >  >>