للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إليه، وأعطاه الأمان، فلم تثق إليه نفسه لما تداخله من الفزع، ولم يردّ على الرسول جوابا، واجتمعوا على الأبواب فضربوا أبواب ماري قسطنطين بالنّار،

[[مقتل بطريرك بيت المقدس]]

ودخلوا منها إلى القيامة، وألفوها مغلقة، وأحرقوا أبوابها، وسقطت قبّة القيامة، ودخلوا الكنيسة ونهبوا ما قدروا عليه. وتوجّه الرعيّة إلى كنيسة صهيون وأحرقوها ونهبوها في اليوم بعينه، وذلك يوم الاثنين الذي قبل العنصرة، [وهو الثالث والعشرون من أيار سنة ألف ومائتين وسبع وسبعين يونانية، لخمس ليال خلت من جمادى الأخرى سنة ٣٥٥] (١). وهدم اليهود وخرّبوا أكثر من المسلمين. فلمّا كان يوم الثلاثاء تالي (٢) ذلك اليوم التقوا البطريرك مختفيا في جبّ من جباب الزيت في كنيسة القيامة، فقتلوه وجرّوه إلى صحن مار قسطنطين وأحرقوه [بالنار على بعض العمد] (٣)، وصيّر بعده بطريرك آخر من أهل قيساريّة يسمّى حبيب، ويدعى (٤) خريصطودلس (٥)، فأقام أبواب كنيسة القيامة، ورمّم المذبح، وشرع في عمارتها، فعاجله الموت.

وفي [زمن] (٦) رئاسة أنبا توما البطريرك أعاد ما انخرب وجدّده (واهتم بذلك رجل) (٧) كاتب نصرانيّ يعقوبي يسمّى عليّ بن سوار (٨)، ويعرف بابن الحمّار، فبنى قبّة القيامة. وكان هذا الرجل [قد وصل] (٩) مع أفتكين التركي من العراق عند تغلّبه على الشام، وكان ذا ثروة وحال واسع، وقتل


(١) ما بين الحاصرتين ساقط من النسخة (ب).
(٢) في نسختي بترو والبريطانية «ثاني».
(٣) ما بين الحاصرتين زيادة من النسخة (س).
(٤) في النسخة (س) زيادة: «يكنى أبا سهل». وفي البريطانية: «ويكني أبا سهل ويسمّى».
(٥) في النسخة البريطانية «خريسطوذولس».
(٦) زيادة من نسخة (س).
(٧) ما بين القوسين ساقط من النسخة (ب) ومكانه فقط: وكان».
(٨) في النسخة البريطانية «وجدّد أكثر ما خرب كاتب نصراني يسمّى ابن سوا».
(٩) ما بين الحاصرتين زيادة من النسخة (س). وفي نسخة بترو «وصل».

<<  <   >  >>