للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الرغيلي يغتال علّوش الكردي ويستولي على أنطاكية]

وكان قد ورد من مصر إلى أنطاكية رجل أسود ممّن أفلت من صعاليك الطرسوسيّين (١) يعرف بالرغيلي (٢) في نفر يسير ليغزو بهم إلى أطراف (٣) الروم، وأقام بها مدّة مع علّوش (٤) الكردي الذي كان متولّي أمرها، ودخل الزغيلي على علّوش مسلّما عليه واغتاله وقتله، وهرب أصحاب علّوش، وكانوا كثيرين، واستولى الرغيلي على أنطاكية (٥)، ووافى في الحال بطرس الإسطراطوبدرج (٦) ومعه عسكر ضخم (٧)، ونزل على أنطاكية واجتمع إليه ميخائيل البرجي (٨) المقيم بحصن بغراس (٩).

[[استيلاء الروم على أنطاكية]]

وكانت أنطاكية ضعيفة ممّا تقدّم من الغارات على أعمالها وضجع (١٠) أهلها في حراستها، لأنهم ما كانوا يشعرون أنها تقصد في ذلك الوقت، ولم يتمكّنوا من جمع رجال يصعدون إلى الجبل ليحفظوا السّور (١١)، فرآه الروم خاليا، فبادروا بالطّلوع إليه، فلم يروا أحدا فيه، واستدعوا إليهم قوما آخرين من أصحابهم. وكان الذين طلعوا إليه ميخائيل البرجي وإسحاق بن بهرام وغلام أسود للبرجي، وملكوا المدينة يوم الخميس ثالث عشر [ليلة خلت من] (١٢) ذي الحجّة سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة [وهو في اليوم الثامن والعشرون من شهر تشرين الأول سنة ١٢٨١


(١) في النسخة (س): «انطرسوس».
(٢) في النسخة (ب): «الرغبلي» وفي نسخة بترو «الزغيلى»، وفي النجوم «الرعيلي».
(٣) في النسخة البريطانية «في أطراف».
(٤) في نسخة بترو «علوس».
(٥) في حوادث سنة ٣٥٨ هـ‍. قال ابن تغري بردي في النجوم ٤/ ٢٦،٢٧: «وفيها استولى الرعيلي على أنطاكية، وهو رجل غير أمير وإنما هو من الشطّار، وانضمّ عليه جماعة فقوي أمره بهم، فجاءت الروم ونزلوا على أنطاكية وأخذوها في ليلة واحدة، وهرب الرعيلي من باب البحر هو وخمسة آلاف إنسان ونجوا إلى الشام». وانظر: الدولة البيزنطية ٤٢٠.
(٦) في النسخة البريطانية «الأسطرابدرخ».
(٧) في النسخة البريطانية «كثير».
(٨) وهو بالفرنسية. Michel Bourtzes
(٩) في نسخة بترو «بغداس».
(١٠) كذا، وفي نسخة بترو «وضج».
(١١) في نسخة بترو «الصور».
(١٢) زيادة من النسخة (س).

<<  <   >  >>