للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كذلك فأيّة مناسبة بين هذا المعنى وبين الكهنوت الإلهيّة التي هي درجات تتراقى من الدون إلى التي فوقها. فأمّا تشبيه هذه الدرجات في طغمات (١) الملائكة التي تحفظ كلّ طغمة منها موضعها ولا تتعدّاه (٢) إلى غيرها، فهذا أيضا مما لا يشبه في (حال) (٣) النقلة، وإلاّ لم يكن بالجائز للأنغنسط (٤) أن يصير أيبودياكن، ولا للإيبودياكن (٥) أن يصير تامّا، ولا للتامّ أن يصير قسّيسا، ولا للقسّيس أن ينتقل إلى ما فوق. فأمّا تشبيهها بالنّجوم فإنّ الكواكب لازمة نظامها ومواضعها، لا ينتقل أحدها إلى موضع [آخر] (٦) غيره فهذا أيضا بعيد لا يليق، لأنّ الكواكب أجرام غير ناطقة رتّب الباري كلّ واحد منها في موضعه، وجعل طبيعته لا تتغيّر عن حالته، فأمّا الإنسان فإنّه جعله حيوانا ناطقا متحرّكا من حال إلى حال، ومن أمر إلى أمر، والخليق (٧) به أن يكون انتقاله إلى ما هو أشرف، وحركته إلى ما هو أعلى، فمن هذا جاز أن ينتقل من ذكرنا نقله.

وقد قامت الشواهد بهذه الحال.

فأمّا ما التمسته أيها الأب الروحاني من إحضار محضر من المدينة الشريفة يذكر فيه كيف جرت (٨) هذه الحالة والرضى بها، فلم يجر بذلك رسم، ولا فعل هذا من تقدّمني فأفعله أنا بعده، ولولا تعذّر الطريق في هذا الوقت إلى ما هناك لقد كان ذلك سهلا. فأمّا إنفاذ خطوط كهنة الكرسيّ وشيوخه بالرضى فهذا نريد (٩) أن يكون لو لم يتمّ الأمر، وحينئذ تكون


(١) في النسخة البريطانية «بطغمات».
(٢) في نسختي بترو والبريطانية «يتعدّون».
(٣) ساقطة من البريطانية.
(٤) في البريطانية «الجائز للاعنسطس».
(٥) في نسخة بترو «بوذياقن».
(٦) زيادة من البريطانية.
(٧) في نسختي بترو والبريطانية «الأليق».
(٨) في النسخة البريطانية «جازت».
(٩) في نسخة بترو: «يريد».

<<  <   >  >>