للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكان صنّف له كتاب فقه ونسب إليه (١)، وروى ما فيه عن العزيز بالله وعن آبائه الأئمة وحمله إلى الجامع العتيق بمصر، وأخذ الناس بالعويل (٢) عليه، وأمر الفقهاء بالفتيا منه، فأكثر الناس الكلام في ذلك، ولم ير أكثرهم العمل به، وتبيّن ذلك منهم فأعفاهم منه.

...

[[الزلزلة بدمشق وبعلبك]]

وحدث بدمشق زلزلة عظيمة يوم السبت سابع عشر المحرّم سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة، وسقط منها زهاء ألف دار، ومات تحت الردم خلق عظيم، وخسف في تلك الليلة بقرية من قرى بعلبك. وكانت الزلازل بدمشق وأعمالها وبعلبك (٣)، وخرج الناس من دورهم إلى الصحراء والخيم، وقامت الزلازل متتابعة إلى يوم الجمعة السابع عشر من صفر من السنة (٤).

...

[[بكجور ينازل بالس ويرحل عنها]]

وسار بكجور من الرقّة طالبا لحلب في المحرّم سنة إحدى وثمانين وثلثمائة، ونزل على بالس وقاتلها ونقب فيها نقوبا كثيرة، وأشرف على أخذها، فسدّوا النقوب واشتدّوا في قتاله، فرحل عنها، وسار سعد الدولة للقائه في جميع عسكره وبني كلاب وفي ناشئة (٥) استدعاها من أنطاكية،

[[سعد الدولة يهزم بكجور بأرض الناعورة]]

واجتمعوا في أرض الناعورة (٦) [في انسلاخ المحرّم] (٧) وانهزم بكجور وأسرته


(١) قيل إنه يسمّى «مصنّف الوزير» ابتدأ فيه بذكر الطهارة، ثم الصلاة، والزكاة، والصوم، والحج، وسائر أبواب الفقه الواجبات على مذهب الأئمة. . . (عيون الأخبار وفنون الآثار- السبع السادس ص ٢٣٢).
(٢) في البريطانية «التعويل».
(٣) في نسختي بترو والبريطانية زيادة: «ومعظمها دمشق وبعلبك وزلزلوا بعدها زلازل دونها».
(٤) الخبر نقله المقريزي في اتعاظ الحنفا ١/ ٢٧٣، والبطريرك الدويهي في (تاريخ الأزمنة ٧٧، ٧٨)، والقلقشندي في (مآثر الإنافة ١/ ٣٢١).
(٥) في البريطانية «أناس» وبترو «أناسي»، و (ب) «ناسا».
(٦) في (ب) «الماغوزة»، والبريطانية وبترو «الماعوزة». والمثبت هو الصحيح، موضع بين حلب وبالس فيه قصر لمسلمة بن عبد الملك من حجارة وماؤه من العين، وبينه وبين حلب ثمانية أميال. (معجم البلدان ٥/ ٢٥٣).
(٧) ما بين الحاصرتين زيادة من (س). وانظر عن بكجور في: تاريخ الإسلام ١٥/ ٢١،٢٢. ومصادره بتحقيقنا.

<<  <   >  >>