للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[على] (١) ما ذكرنا-لمشاهدة الحال وقربهم منها، وتحقّق أيضا سوء النيّة فيهم وأنّه في عرض ما جرى لهم (٢) في تلك الأيام أقطع سائر الكنائس والديارات (٣) العتيقة والحديثة بمصر، وسائر أعمال مملكته للعسكريّة ووهبها لهم، فكانت ألوفا كثيرة بجميع آلاتها وصياغاتها ورحالاتها ليهدموها ويأخذوا أنقاضها، فهدم جميعها وعمل اليسير منها مساجد، وسجّل إلى سائر أعماله بأن تمحى معالم الكنائس من على وجه الأرض وتزال آثارها، ففعل ذلك، وقلعت أساساتها من الأرض، وأخرج عظام الموتى من الكنائس في عدّة بلدان ووقد بها الناس [في مواقد] (٤) الحمّامات، وأحرقت المصاحف والكتب الموجودة في الكنائس، واستخرج من المتولّيّين (٥) أمرها من النصارى في كلّ بلدة ما دفع إلى الفعلة والنّقّاضين الذين أخربوا الكنائس، وأتى على جميع ما في أعمال مملكته منها، إلاّ الدّير المشهور قديما بالإسقيط الذي في مريوط (٦) من أعمال الإسكندرية المعروف بدير أبي مقار، والديّورة (٧) المجاورة له، فإنّه بلغه أنّ القبيلتين (٨) من العرب المعروفتين (٩) ببني قرّة وبني كلاب يدفعون عنه ولا يمكّنون (أحدا) (١٠) منه لمنافع لهم فيه، فأمسك عنه (على) (١١) كره منه. وأقطع كنائس القلزم، ودير رابة (١٢)، ودير طورسينا لإنسان من العرب يعرف بابن غياث، وأوعز إليه بهدم


(١) زيادة من (س).
(٢) في بترو «خزي عليهم»، وفي البريطانية «جرى عليهم».
(٣) في الأصل وطبعة المشرق ٢٠٤ «والديارة»، وما أثبتناه من البريطانية.
(٤) في بترو «الناس البلدان»، وما بين الحاصرتين زيادة من (س).
(٥) كذا، والصحيح «المتولّين».
(٦) في الأصل وطبعة المشرق «ترنوط» والتصويب من (س).
(٧) في الأصل وطبعة المشرق «الدويرة» وفي (س) «الديارة»، وما أثبتناه عن البريطانية.
(٨) في البريطانية «بان قبيلة».
(٩) في البريطانية «المعروفين».
(١٠) «أحدا» ساقطة من (ب).
(١١) «على» ليست في (ب). وفيها ورد: «عنه كرها».
(١٢) في الأصل وطبعة المشرق ٢٠٤ «راية». وما أثبتناه عن بترو والبريطانية.

<<  <   >  >>