للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حلب.

[[الحاكم يمنح فتح الألقاب ويعده بالإحسان]]

وأرسل الحاكم إلى فتح يمنّيه ويعده (١) بالإحسان والإنعام، وزاده في لقبه «مبارك الدولة وسعدها» (٢) وعزّها. ودار (به) (٣) أصحابه وأشاروا عليه بالتسليم، فأجاب إلى النزول من القلعة، وسلّمها إلى سديد الدولة عليّ بن أحمد الضّيف، وأخذ فتح جميع ما فيها من المال والآنية الذهب والفضّة وغير ذلك من نفيس المتاع والسلاح، وما أمكنه حمله، وسار جميع العسكرية معه،

[[فتح يقيم بصور]]

وعدل إلى صور وأقام بها (٤) إلى أيّام الظّاهر بن الحاكم، وأخرج عنها بشناعته (٥) العصيان بعد أن استجرّ (٦) منه على طول المدّة جميع ما كان معه من المال، وباع أيضا ما استصحبه أوّلا فأوّلا، فأخذ منه ثمنه شيئا بعد شيء على سبيل/١٢٧ أ/القرض (للنفقة في) (٧) العساكر، ونقل إلى ولاية بيت المقدس (٨)،

[[وفاة فتح فقيرا في صور بعد أخذها مع صيدا وبيروت من يده]]

وأخذ منه صور وصيدا وبيروت وأقام بها مديدة وعزل عنها وأعيد إلى صور، ومات فقيرا.

[[سنة ٤٠٧ هـ‍.]]

[الحاكم يقلّد فاتك غلام وحيد مدينة حلب]

وقلّد الحاكم حلب بعد خروج فتح عنها لعزيز الدولة فاتك غلام وحيد (٩) ولقّبه أمير الأمراء وسيّره إليها، ودخل إلى حلب يوم الأحد مستهلّ شهر رمضان سنة سبع وأربعمائة. وسار سديد الدولة الضّيف عنها (١٠).


(١) في (س) «يوعده».
(٢) في (س) «سعيدها».
(٣) ليست في البريطانية.
(٤) زبدة الحلب ١/ ٢١٥،٢١٦.
(٥) في البريطانية وبترو «بساعته» وفي بترو «بسعاية».
(٦) في (ب): «استخرج».
(٧) ما بين القوسين ليس في البريطانية.
(٨) هاجمه بها حسّان بن المفرّج وأخذ منه ثلاثين ألف دينار سنة ٤١٥ هـ‍ (اتعاظ الحنفا ٢/ ١٥٤) و (أخبار مصر لابن ميسّر ١٦٥ و ١٦٧).
(٩) في (س) «جيّد». وهو الأمير عزيز الدولة أبو شجاع فاتك بن عبد الله الرومي مولى بنجوتكين العزيزي. ويقال له: فاتك الوحيدي. (ذيل تاريخ دمشق ٧١ و ٧٢ و ٧٥، واتعاظ الحنفا ٢/ ١٢٩ و ١٣٠ و ١٣١ و ١٤٧، والنجوم الزاهرة ٤/ ١٩٤) وهو الذي صنّف له أبو العلاء المعرّي كتابيه: «رسالة الصاهل والشاحج» و «كتاب القائف» (زبدة الحلب ١/ ٢١٦).
(١٠) زبدة الحلب ١/ ٢١٥.

<<  <   >  >>