للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المؤلّف يذكر بعض الأمثلة عن مزاج الحاكم المتقلّب]

يستدلّ على حقيقة هذا المرض المستحوذ (١) عليه أنه كان قد عرض له في حداثته تشنّج من سوء مزاج يابس في دماغه، وهو مزاج المرضى الذي يحدث في المالنخوليات (٢) واحتاج في (٣) مداواته منه معما كان يعالج به جلوسه في دهن البنفسج وترطيبه به، وأنّ كثرة سهره أيضا وشغفه بمواصلة الركوب والهيمان الدائم ممّا (٤) يقتضيه هذا السوء [المزاج] (٥) المقدّم ذكره.

وإنّ أبا يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن أنسطاس، رحمه الله، لمّا خدمه استماله إلى أن (تسامح في) (٦) شرب النبيذ وسماع الأغاني بعد هجره لها ومنعه الكافّة منها، فانصلحت أخلاقه، وترطّب مزاج دماغه، واستقام أمر جسمه، ولمّا مات أبو يعقوب وعاد إلى الامتناع من شرب النبيذ ومن سماع الغناء، رجع إلى ما كان فيه، وتزايد الضرر به (٧). وآل أمره إلى ما ذكرناه وإلى ما سنذكره من حاله فيما بعد.

...

[عكّاويّ يدّعي إخوّته للحاكم]

وورد (٨) من الشام إلى مصر إنسان من أهل عكاء متزيّ (٩) بزيّ الأمراء من ولد المهديّ العلويّ، وجلس في جوار قصر الحاكم يبيع المداد والأقلام، وكان شبيها بالحاكم، فوقف به الحاكم وسأله عن أمره، فذكر له أنه أخوه من جارية أخرجت من القصر حبلى من العزيز بالله وولدته، وتعمّد الحاكم الوقوف به (في الأحايين) (١٠) ومحادثته، ووهب له وأعطاه ما يقوم


(١) في (ب) «المستوحد».
(٢) في البريطانية «لهم في المانوخوليات»، وفي بترو «المانوخوليا».
(٣) في البريطانية «إلى»، وكذا في بترو.
(٤) في البريطانية «فما».
(٥) زيادة من البريطانية وبترو.
(٦) ما بين القوسين ليس في البريطانية.
(٧) في بترو «له».
(٨) من هنا حتى قوله «فقد الحاكم» مقدار ١٥ سطرا ليست في (س).
(٩) في البريطانية «متزيّي».
(١٠) ما بين القوسين ليس في البريطانية.

<<  <   >  >>