للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[[ابن مرداس يملك حلب وقلعتها]]

وفيها أيضا فتح صالح بن مرداس (١) مدينة حلب والقلعة وملكهما، وذلك أنّ أمراء عرب الشام، وهم يومئذ: حسّان بن المفرّج ابن الجرّاح أمير الطّائيّين، وصالح بن مرداس أمير الكلابيّين، وسنان بن عليّان أمير الكلبيّين، تواطأوا وجدّدوا حلفا بينهم على حال قد كانوا عليها قرّروها بينهم في أيام الحاكم، وفي أول أيام الظاهر. ورجعوا عنها،

[أمراء عرب الشام يتوزّعون البلاد بينهم]

وهي أنّهم يتعاضدون ويتّفقون على الاحتواء على جميع أعمال الشام وحلب، ويتوزّعون البلاد، فتكون فلسطين وما برسمها لحسّان ابن الجرّاح. ودمشق وما ينسب إليها لسنان بن عليّان وعشيرته. وحلب وما معها لصالح بن مرداس وبني كلاب. ثم إنّهم طالعوا باسيل الملك بما تمّ رأيهم عليه، وتوسّلوا إليه أن ينجدهم بعساكر ليشتهر عند عدوّهم اعتضادهم به واشتمالهم واشتماله عليهم، واستنادهم إلى ملكه. فلم ير إجابتهم إلى ما رغبوا إليه فيه، إذ هم خوارج على من ينتمون إليه، فاستصلحهم الظاهر حينئذ (٢).

... [وكانت ولاية فلسطين قد ردّت إلى سديد الدولة عليّ بن أحمد


= هذا نحرير من قبيح البخل وقلّة الانتفاع به على الغاية في السقوط واحتجاز الأموال والذخائر، حتى أنه كان يبخل على أحد رفقائه بلفّة شعير، وأخذ من مبارك الدولة، وسعيدها، وعزّها، فتح، المقيم بالقدس ثلاثين ألف دينار أيضا مصادرة، وأخذ ما كان جمعه الدّزبري بها من الأموال والذخائر، ولم يزل النهب والنار والسيف يعمل في الرملة حتى جعلها دكّا، فعظمت هذه الحادثة وصعبت، وعرف أنّ غرضه إنما كان بإظهار الطاعة ليتخلّص صاحباه: أبو الغول والأنصاري من الاعتقال، ثم فعل ما يستحلّه العدوّ في المسلمين. وذاع بمصر أنّ سريّة من عند حسّان بن جرّاح فيها خمس مائة فارسا وتوجّهت إلى العريش، ثم لم يعلم إلى أين قصدت، فخاف الناس من أن تطوّقهم هذه السريّة في القرافة، فانتقل أهل القرافة عنها إلى مصر، وانتقل طوائف من أهل بلبيس إلى مصر». (وقارن باتعاظ الحنفا ٢/ ١٥٤). وانظر: مدينة الرملة ١٥٢،١٥٣، وزبدة الحلب ١/ ٢٣٤.
(١) في الأصل وطبعة المشرق ٢٤٤ «مرداش»، والتصويب من المصادر.
(٢) قال ابن العديم: «حالف الأمير أبو علي صالح بن مرداس بن ادريس الكلابيّ: سنان بن عليّان الكلبي، وحسّان بن المفرّج بن الجرّاح الطائي على الظاهر، وتحالفوا على احتواء الشام، وتقاسموا البلاد، فتكون فلسطين وما برسمها لحسّان، ودمشق وما ينسب إليها لسنان، وحلب وما معها لصالح». (زبدة الحلب ١/ ٢٢٣) وانظر: أخبار مصر للمسبّحي ٢٤٢، واتعاظ الحنفا ٢/ ١٤٧ و ١٥٥ و ١٥٦، والكامل في التاريخ ٩/ ٢٣٠ (حوادث ٤٠٢ هـ‍).

<<  <   >  >>