للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يومئذ بالقسطنطينية، فأبى ذلك الأرطوقي (١)، وجرى بين ألكسيوس البطريرك وبين من اجتمع معه من أصحابه خطاب في هذه المعاني،

[[عصيان بطرك اليعاقبة على الملك ونفيه وهربه إلى ديار الإسلام]]

ولم يذعن يوحنّا بطرك اليعاقبة للإنثناء عن رأيه، واجتمع خلق من العوامّ وهمّوا بالإيقاع به، فدفعوا عنه. ولما أيس الملك من عودته عن اعتقاده نفاه إلى كفربا بالمغرب.

واعترف من الستّة الأساقفة والمطارنة المشخصين معه ثلاثة، وثبت ثلاثة على ما هم عليه، فحبسوا في الحبس ومات يوحنّا هذا بعد ثلاث سنين من نفيه، وأقام اليعاقبة لهم بعد موته بطركا غيره، فلما عرف رومانوس الملك حاله أنفذ من يحضره، فهرب إلى ديار بكر من بلاد الإسلام (٢).

...

[حسّان بن المفرّج يواصل العيث في الشام]

وتتابعت إعاثة حسّان بن المفرّج بن الجرّاح في الشام، وتواصل إفساده فيه، وحربه لأصحاب السلطان، وقصده البلاد في أوقات إدراك الغلاّت وحيازته إياها، ودخوله في الشتاء إلى البرّيّة وتزايد أمره.

[[سنة ٤١٩ هـ‍.]]

[وفاة سنان بن عليّان]

ومات سنان بن عليّان أمير العرب الكلبيّين في جمادى الأخرى سنة ٤١٩ (٣)،

[الظاهر يصطنع رافع بن أبي الليل لقتال حسّان]

ودخل ابن أخيه رافع بن أبي الليل بن عليّان إلى الظّاهر، فاصطنعه وعقد له الإمارة على الكلبيّين، وعوّضه إقطاعات سنان عمّه، وسيّر معه عسكرا، وانضافت إليه العساكر المقيمة في الشام، واجتذب أيضا جماعة من العرب، وقصدوا بأجمعهم حرب حسّان بن المفرّج بن الجرّاح (٤). وورد إليه


(١) كذا، والصحيح «الهرطقي» من الهرطقة.
(٢) يقول ابن العبري: «أما رومانس هذا فقد عادى بطريركنا القدّيس ابن عبدون (١٠٠٤ - ١٠٣٠) وأساقفته، ونفاهم جاريا على عادة اليونان المكّارين القدماء» (تاريخ الزمان ٨٣).
(٣) لا يذكر المؤرّخون المسلمون تاريخ وفاة سنان، وقد انفرد به المؤلّف.
(٤) جاء في (اتعاظ الحنفا ٢/ ١٦٠) في حوادث سنة ٤١٥ هـ‍: «وقدم الخبر بأن أهل دمشق هادنوا سنان بن عليان إلى آخر الكوانين. وقدم كتاب حسّان بن جرّاح بأنه تحت الطاعة، فلا يجب أن يشغل السلطان قلبه بأمر الشام، وأنه يقوم بأمر فلسطين ويجبي خراجه وينفقه في رجاله، ودمشق فيها ابن عمّه سنان، صمصام الدولة، وحلب مردود تدبيرها إلى صالح بن مرداس أسد الدولة، وأنه قد كفى السلطان أمر الشام كله. فطرد رسوله ولم يكتب له جواب».

<<  <   >  >>