للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[[تعيين بطريرك أنطاكية]]

وفي هذه السنة صيّر إيليّا بطريركا على أنطاكية، وصلّي عليه بالقسطنطينية يوم السبت الكبير، وهو أول نيسان من سنة ألف وثلاثمائة وثلاث وأربعين للإسكندر، وهو لأربع عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الآخر منها، وكان راهبا في دير ببلد نيقوميدية، أقام سنة وخمسة أشهر وثمانية أيام وتنيّح.

...

[تردّد الرسائل للمسالمة بين الظاهر ورومانوس]

وتردّد بين البربريّ أمير جيوش الظاهر خليفة مصر، ويلقّب أمير الجيوش المظفّر، وهو يومئذ بدمشق، وبين نيقيطا قطبان أنطاكية مكاتبات ومراسلات في عقد الهدنة، والمسالمة بين الظّاهر وبين رومانوس الملك، كان ابتداؤها أنّ مع حصول حسّان بن الجرّاح في طرف بلد الروم أطمع البربريّ نفسه في فرصة ينتهزها فيه، فسار إلى ناحية أفامية، وكتب إلى من كان يتظاهر في أمراء بني كلاب بالموالاة والتصنّع للظاهر في أن يلقوه في جميع من يمكنهم من العرب، وقدّم البربريّ أمامه سريّة كبيرة،

[أنوشتكين يغير على حلل آل جرّاح بأطراف بلاد الروم]

ودخلت إلى طرف بلد الروم، وكبست بغتة حلل آل جرّاح بين قسطون (١) وبين حصن إنّب (٢)، لأنّ حللهم كانت فيه متفرّقة في عدّة مواضع، وأخذ أصحاب السريّة جماعة منها واستاقوهم، وكان رافع بن أبي الليل قريبا منهم، فلحقهم في نفر


= وأربعمائة». (زبدة الحلب ١/ ٢٤٨،٢٤٩). أمّا المقريزي فيجعل ظهور الدرزية في سنة ٤٢٥ هـ‍، فقال: «وفيها ظهرت الطائفة الدرزيّة بجبل السّمّاق من الشام يدعون إلى الحاكم بأمر الله». (اتعاظ الحنفا ٢/ ١٨١). وقال ابن أيبك الدواداري في حوادث سنة ٤٢٤ هـ‍: «وفيها ظهرت بجبل السّمّاق، الذين أصلهم ذلك الرجل المراوحي الذي كان يقف عنده الحاكم المقدّم ذكره في هذا الجزء. وكان قد جهّزه الحاكم في آخر أيامه بالأموال والخزائن ونفّذه إلى الجبال يدعو للحاكم ويفسد عقول هؤلاء الأقوام من أهل الجبال، كونهم ضعيفين العقول، بعيدين عن العلوم، أولي طباع قاسية لسكنهم الجبال كقساوة الأحجار، فتمكّن من عقولهم الفاسدة، ولم يزل يدعوهم وهم ينجلبون إليه إلى هذه السنة فكان ظهورهم». (الدرّة المضيّة ٣٣٤).
(١) قسطون: بفتح أوله وسكون ثانيه. حصن كان بالروج من أعمال حلب. (معجم البلدان ٤/ ٣٤٨).
(٢) إنّب: بكسرتين وتشديد النون. حصن من أعمال عزاز من نواحي حلب. (معجم البلدان ١/ ٢٥٨).

<<  <   >  >>