للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأرواج (١) ليوقعوا بحلل آل جرّاح، فلقيهم رافع ابن أبي الليل أيضا، وبعض آل جرّاح، فطاردوهم ولحق بهم الطوموخ (٢) المقيم في حصن إنّب في جماعة من الأرمن، فوقعوا بهم، وقتلوا أميرا وجيها من الواردين في السريّة، وأسر أميرا آخر، وأطلقه، وقتل الأرمن جماعة منهم، وعاد أقوى أهل السريّة راكضين، ورحل عسكرهم بأسره في أثر ذلك عائدا إلى دمشق،

[[قطبان أنطاكية يهدم الحصن وينقل الأسرى إلى الملك]]

ولم يزل القطبان يقاتل الحصن بالمنجنيقات إلى أن سقط جميع حائطه المواجه لموضع القتال، وانكشف وخرج جماعة ممّن فيه إليه، وتطارحوا عليه، واستقرّ الأمر معهم على أن يقتل منهم ويكحّل عشرة أنفار، ويأخذ الباقين مماليك، ويؤمّنهم من القتل، ويحملهم إلى حضرة الملك ليرى فيهم رأيه، وملك الحصن في اليوم الأربعين من منازلته إيّاه، وذلك قبل أن يتمّ عمل المزلقان الذي أنشأه، وكان ملكه له يوم الجمعة السابع عشر من تمّوز سنة ١٣٤٣، وهو لاثنتي عشرة ليلة خلت من رجب سنة ٤٢٣، وبلغ عدد من أخذ منه زهاء خمسمائة نفس، ووجد فيه مائتي قتيل بحجارة المنجنيقات، واستخلص منه اكسيرخا، وهو قائد كان يضبط حصن ابلاطنس (٣)، وهو الحصن المأخوذ من ابن الأحمر وخرج في سريّة إلى الجبل قد توجّه القطبان بالعسكر إليه، فأخذ ابن مشرّف عليه الطريق وأسره، وبذل له في نفسه خمسمائة دينار، ورغب ابن مشرّف في المال، ولكن لم يمكّن القطبان لأصحاب الأكسيرخ من حمل المال لاستخلاصه، لما يرجوه من انتزاعه إيّاه منه قهرا، كما انتزع الأكسيرخ الأول من حصن صافيتا، وتحقّق له أمله حينئذ، وورد إلى القطبان وهو منازل الحصن رسولان من البربريّ وشاهدا من قتال الروم ما هالهما، وأنفذهما القطبان إلى جبلة، فأقاما بها إلى أن فتح


(١) الأرواج: جمع الرّوج. بالضم. كورة من كور حلب المشهورة في غربيّها بينها وبين المعرّة. (معجم البلدان ٣/ ٧٦) ويعتبر حصن قسطون في الروج. (أنظر: الدرّ المنتخب في تاريخ مملكة حلب لابن الشحنة ٢١٧).
(٢) كذا، وقد مرّ «الطرامخة» بالراء.
(٣) كذا، وهو «بلاطنس».

<<  <   >  >>