للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[[تعيين بطريرك أنطاكية]]

وفي السنة السادسة من ملك رومانوس الملك صيّر جرجس الأسقرتط بطريركا على أنطاكية، وصلّي عليه بالقسطنطينية يوم الأحد الأول من الصيام الكبير المقدّس، وذلك ليلة الثالث من شهر آذار سنة ألف وثلاثمائة وخمس وأربعين للإسكندر، ولسبع خلون من شهر ربيع الآخر سنة خمس وعشرين وأربعمائة، وسمّي يومئذ تاودورس، أقام في الرئاسة ثماني سنين وستّة أشهر وواحدا وعشرين يوما، وتنيّح.

[[وفاة الملك رومانوس]]

وتوفّي رومانوس (١) الملك يوم الخميس الكبير، وهو حادي عشر نيسان سنة ١٣٤٥ للإسكندر، ولثمان عشرة ليلة خلت من جمادى الأولى سنة ٤٢٥ بعلّة السلّ، وكان يوم وفاته قد جلس من أوّل النهار إلى ستّ ساعات مضت منه برزق أصحاب المراتب الملكيّة، وقبّض منهم بيده زهاء خمسمائة نفس، ودخل الحمّام واستحمّ ومات فيه بغتة.

[[ترجمة الملك رومانوس]]

وكان حليما، حسن العفو، وثيق الدّين، كثير الصدقة، وكان قد أنشأ في مدينة ملكه، أعني داخل القسطنطينية، ديرا عظيما، وعني بعمارته وإصلاح آلاته أتمّ عناية، وبنى (٢) فيه بيمارستانا (٣) للمرضى، وموضعا آخر تنزل فيه الغرباء وأوقف عليه نعمة ضخمة تنصرف في مصالحه، وتأوّل على جماعة في أخذ نعمتهم، وعوّل على إضافتها إليه وجدّد في أيامه رسوما جائرة في سائر بلاده، فثقلت وطأته على جميع من تحويه مملكته. واستبشر بموته الخاصّ والعامّ منهم، ودفن في جرن أعدّه لنفسه في ديره. وكان مدّة ملكه خمس سنين وخمسة أشهر.


= وانظر: الكامل في التاريخ ٩/ ٤٣٨، والدرّة المضيّة ٣٣٧، واتعاظ الحنفا ٢/ ١٨١، والنجوم الزاهرة ٤/ ٢٧٩، وشذرات الذهب ٣/ ٢٢٨، والبداية والنهاية ١٢/ ٣٦.
(١) تاريخ مختصر الدول ١٨٣، والكامل في التاريخ ٩/ ٤٣٨، والبداية والنهاية ١٢/ ٣٦. وقال ابن العبري: «وملك بعده رجل صيرفيّ ليس من بيت الملك وإنّما ابنة قسطنطين اختارته وتزوّجته».
(٢) في الأصل وطبعة المشرق ٢٧٢ «بني».
(٣) البيمارستان: كلمة فارسيّة مركّبة من «بيمار» بمعنى مريض، و «ستان» بمعنى مكان أو محلّ، وتقابل كلمة مستشفى. وترد مختصرة فيقال «مارستان» «الألفاظ الفارسيّة المعرّبة-ص ٣٣) ويطلق على المحلّ المعدّ لإقامة المجانين أيضا. (محيط المحيط).

<<  <   >  >>