للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ابن أبى خيثمة: حدثنا يحيى بن معين قال: لم يحضر عبدة بن سليمان (١) صلاة

الجماعة، يعنى الجمعة، قط من ضيق صدره كان ممرورا (٢).

قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا مطر بن حمران، قال: كنا عند أبى لبيد، فقيل له: أتحب عليًا؟ قال: أحب عليًّا وقد قتل من قومى فى غزاة واحدة ستة آلاف. أبو لبيد: لمازة بن زبار (٣).

قال: حدثنا يحيى بن معين، حدثنا سهل بن يونس (٤)، عن عمران، يعنى ابن حدير (٥)، قال: كان أبو مجلز (٦) يلبس المعصفر.


(١) عبدة بن سليمان: هو الحافظ الحجة القدوة أبو محمد الكلابى.
قال أحمد بن حنبل: هو ثقة وزيادة مع صلاح وشدة فقر، عليه فروة خلقة لا تساوى كبير شئ.
وقاك أحمد العجلى: ثقة صالح صاحب قرآن، كان يقرى.
ترجمته فى: سير أعلام النبلاء (٨/ ٥١١)، تهذيب التهذيب (٦/ ٤٥٩).
(٢) هذا القول لم أقف عليه، والله أعلم أنه سخافة شديدة.
(٣) لمازة بن زبار الأزدى الجهضمى أبو لبيد البصرى: تهذيب التهذيب (٨/ ٤١٠).
قال موسى بن إسماعيل، عن مطر بن حمران: كنا عند أبى لبيد، فقيل له: أتحب عليًا، فقال: أحب عليًا وقد قتل من قومى فى غزاة واحدة ستة آلاف.
ذكره ابن حبان فى الثقات. وقال عباس الدورى، عن يحيى بن معين: حدثنا وهب بن جرير، عن أبيه، عن أبى لبيد، وكان شتامًا.
قال ابن حجر: وزاد العقيلى: قال وهب: قلت لأبى: من كان يشتم، كان يشتم.
ققال ابن حزم: غير معروف العدالة. انتهى. وقد كنت أستشكل توثيقهم الناصبى غالبًا وتوهينهم الشعبة مطلقًا، ولاسيما أن عليًا ورد فى حقه لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق. ثم ظهر لى من الجواب عن ذلك أن البغض هاهنا مقيد بسبب وهو كونه نصر النبى - صلى الله عليه وسلم -؛ لأن من الطبع البشرى بغض من وقعت منه إساءة فى حق المبغض والحب بعكسه، وذلك ما يرجع إلى أمور الدنيا غالبًا، والخبر فى حب علىٍّ وبغضه ليس على العموم، فقد أحبه من أفرط فيه حتى ادعى أنه نبى أو أنه إله، تعالى الله عن إفكهم، والذى ورد فى حق على من ذلك قد ورد مثله فى حب الأنصار. وأجاب عنه العلماء أن بغضهم لأجل النصر كان ذلك علامة نفاقه، وبالعكس فكذا يقال فى حق علىٍّ، وأيضًا فأكثر من يوصف بالنصب يكون مشهورًا بصدق اللهجة والتمسك بأمور الديانة بخلاف من يوصف بالرفض، فإن غالبهم كاذب ولا يتورع فى الأخبار والأصل فيه أن الناصبة اعتقدوا أن عليًا رضى الله عنه قتل عثمان، أو كان أعان عليه، فكان بغضهم له ديانة يزعمهم ثم انضاف إلى ذلك أن منهم من قتلت أقاربه فى حروب علىّ.
(٤) كذا بالمخطوط: سهل بن يونس، ولعله سهل بن يوسف الثقة الذى روى عنه يحيى بن معين الأنماطى البصرى الذى رمى بالقدر، وهو من كبار التاسعة، والله أعلم، وهذا غالب ظنى.
(٥) عمران بن حدير السدوسى أبو عبيدة البصرى، صلى على جنازة خلف أنس. قال يزيد بن هارون: كان أصدق الناس. وقال عبد الله بن أحمد، عن أبيه: بخ بخ ثقة.
وقال ابن معين والنسائى: ثقة. وقال ابن المدينى: ثقة من أوثق شيخ بالبصرة. قال أحمد: هو صدوق صدوق.
(٦) أبو مجلز: هو لاحق بن حميد بن سعيد السدوسى البصرى، أبو مجلز، مشهور بكنيته، ثقة من كبار الثالثة. التقريب (٢/ ٣٤٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>